الحساسية العامة والتصريحات المستفزة
يوما بعد يوم، تتفاقم أزمة البلد الاقتصادية التي لا يراد لها أن تشخّص إلا وفق أدوات القراءة والتفكيك الرسمية، لا يستمعون إلا لأنفسهم، ولا يعرفون إلا مقاربات الجباية.
في ذات السياق الجمهور الأردني يعيش فترة من الحساسية العامة غير مسبوق في منسوبه، بمعني كما يقال في المقولة الشعبية (الناس عايفه حالها، وروحها برأس مناخيرها).
غلاء وارتفاع أسعار الكثير من السلع والخدمات شلل في العلاقة مع المؤسسات كالحكومة والبرلمان، وضبابية في الأمل والتطلع للمستقبل.
كل ذلك يجعل رادارات الحساسية عند الأردنيين مستفزة، تضخم القليل، وبالتالي لا تقبل من السلطة التنفيذية الحاضرة والسابقة، النصائح والزلات.
هذا المزاج الشعبي المستفز الحساس، يحتاج الى خطاب ذكي، وقبل ذلك يستدعي من الحكومة أن تعرّف نفسها بمنظار الناس لا بمنطق الفوقية، وهنا يجب أن تكون التصريحات بعيدة عن الاستفزاز، بل بعيدة عن شبهة الاستفزاز.
رئيس ديوان سابق في لقاء تلفزيوني خانه التعبير في وصف علاقة الأردنيين بالملك، فقامت الدنيا انتقادا ولم تقعد، وآخر تناول اللاجئين السوريين بمنطق الإهانة، فنالت تغريدته مستوى عال من الرفض.
أضف لذلك، احتكاك الأمن بقيادات حي الطفايلة بعد حادثة السور الاستنادي في رأس العين، كما أن رئيس الوزراء لم يكن محقا بحجم ردة فعله على سؤال النائب عن راتب ابنه، وضربه بيده على طاولته في مجلس النواب.
إذا ببساطة المعادلة واضحة، من يريد أن يصرح، أو يفرد عضلاته في لقاء تلفزيوني، عليه أن يدرك أن الحساسية العامة لدى الأردنيين قد تجعله سببا لعواقب لا يعلم مداها إلا الله.
كلنا معنيون بالهدوء العام الوطني، فهناك أزمة مزدوجة داخلية وخارجية نعتاشها اليوم، لا تحتاج الى مزيد من الزيت ليصب على النار، وتحتاج لحكمة مسؤول يتحمل مسؤولية ما جرى، ينفتح على الناس بذكاء، ولا يزيد الطين بلة.
السبيل 2018-01-30