تنسيق أمني كارثي
ربما بات ضروريا العمل على مراجعة السلطة لحسابتها، ويعد الامر اولوية دون تحقيقها لن تتمكن المقاومة من إنزال ضربات موجعة بالعدو الاسرائيلي، ولم يعد خافيا على الاطلاق ان السلطة توفر اكثر ما يكون الامن للعدو وهي التي لديها معتقلات وشرطة وادوات قمع، كأن الاحتلال الاسرائيلي ليس كافيا، ويكفي منها ما تسميه التنسيق الامني الذي بات مكشوفا انه قمة التخاذل؛ اذ تزود السلطة العدو بالمعلومات عن المقاومين والعدو يفعل الامر نفسه لتقوم السلطة بالواجب نيابة عنه.
البطش الاسرائيلي يجد الغطاء اللازم من سلطة رام الله، وهي التي تخفي جرائمه وتتستر عليها ولا تحرك ساكنا لكشفها وفضحها، وها هو العالم يتابع اعمال القتل اليومي ضد الفلسطينيين ودون اكتراث طالما يصر عباس على حل سلمي بمفاوضات تجره الى اسفل درك، ويكفي ان كل ابطال الشعوب الذين قادوا تحرر بلدانهم حفرت ذكراهم في وجدان وضمير شعوبهم في حين لن يسجل لا عباس ولا من معه.
قبل فترة عقد ما يسمى المجلس الوطني الفلسطيني وتبين ان متوسط اعمار الاعضاء يقترب من الثمانين، ورغم فشل هذا الجيل وإن فيه شرفاء فإنه لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني أبدا، وينبغي الاعتراف ان من يمثل الشعب اليوم هم ابطال المقاومة الذين منهم الشهيد احمد جرار 23 عاما الذي كشف عن مكانه التنسيق الامني.
وعليه فإن من اكل الدهر عليهم وشرب لا بد ان ينسحبوا من تلقاء انفسهم وترك قضية الشعب الفلسطيني للشباب والشرفاء والقيادات الواعدة، وتمثل الآن طلائع الشعب في المقاومة والانتفاضة، وعلى من لا يفعل ان يدرك انه شريك في المؤامرة.
السبيل 2018-02-09