عاصمة الأرض!
-1-
كثيرون سمعناهم في دنيا العرب يقولون ما لنا ولفلسطين،، هؤلاء لا يعرفون أن تحرير أي عربي يمر عبر تحرير القدس أولا، المسألة ليست مسألة عاطفة عربية أو إسلامية، المسألة متعلقة بكون القدس وفلسطين عموما، باروميتر عزة العرب وكبريائهم واستقلالهم، من الصعب أن يكتمل استقلال أي عاصمة عربية، فيما القدس محتلة، لأنها عاصمة كرامتهم، وعروس عروبتهم .
فلسطين لم تكن غائبة عن ميادين التحرير إبان ثورات الربيع العربي، ومن يرصد أدبيات الثورة هناك، سيجد بغير جهد، أنها كانت حاضرة بكل قوة، حتى خلال مباريات كرة القدم في غير بلد عربي، تطل فلسطين عبر المدرجات، وتلهج باسمها حناجر الجماهير، بمناسبة وبغير مناسبة!
كل الحروب التي خاضها العرب في العصر الحديث، كانت فلسطين حاضرة فيها، حتى في حرب العراق وإيران، كان ثمة تجاذب بين البلدين وتسابق على من يقدم لفلسطين أكثر، ومن يسترضي الجماهير أكثر في هذا الملف تحديدا..
هل ثورة جياع صامتة في بلاد العرب؟ ربما، لكن رغيف الخبز مستلب من أفواههم بسبب فلسطين والقدس تحديدا، هم يعرفون، أعني الجياع للحرية والخبز أيضا، انهم سيشبعون خبزا وحرية حينما يُكنس الصهاينة من القدس، لأن الأمة حينها ستكون مالكة لقرارها، وساعتها لن ينام في بلاد العرب أحد وهو جائع، لأن «بوابة السماء» ستنفتح بالخير والكرامة والكبرياء.
-2-
تاريخيا، كلما كانت القدس خارج أيدي العرب والمسلمين، كانوا يعيشون في فترة انحطاط وتهميش، إذا ذلت القدس وفلسطين ذلوا، وإن تحررتا تحرروا، من دون القدس لن يكون لأمة العرب وجود على خريطة الكرامة، لهذا، وتحت هذه الكلمة مليون خط، حينما يقف العربي مع القدس فهو يقف مع نفسه، وحينما يخذلها فقد خذل نفسه، !
وتاريخيا أيضا، من يسيطر على القدس يسيطر على العالم، فهي قلب الأرض النابض وصلة الوصل بين الشرق والغرب، وبوابة الأرض إلى السماء، وملتقى الأنبياء والديانات...
القدس ليست عاصمة فلسطين فقط، بل هي عاصمة العالم، وكلما اشتد الصراع عليها، اقتربنا من لحظة الحقيقة، وبوابة الفرج!
حين يخذل العرب القدس، فهو يخذلون أنفسهم أولا، ويوقعون على صكوك عبوديتهم!
القدس لم تكن أبو ديس في يوم ما، ولن تكون، والأقصى، كل ما هو داخل السور، وفلسطين كلها، وما جاورها، هي الأرض المقدسة، الذي باركها الله، ومن يتخلى عن قيراط منها، فقد تخلى عن قيراط من عرضه!
الدستور 2018-02-19