مرض ومرضى السرطان
تكشّف اعتصام مرضى السرطان أمام الرئاسة أمس عن قصص محزنة ستنتهي بفواجع، إذا قُدّر لقرارات الحكومة الأخيرة التنفيذ الحرفي، والكلّ يأمل بمكرمة ملكية تستعيد للمرضى حقوقهم الموعودة، والتي أسس مركز الحسين للسرطان من أجلها.
المركز كان تنفيذاً لرؤية مؤسسه وراعيه الراحل الحسين الذي غاب عنّا لسبب ذلك المرض اللعين، وتطبيقاً أميناً من نجله الملك عبد الله الثاني الذي لا يترك فرصة إلاّ ويزوره مؤكداً حرصه على تطويره وجعله مفخرة الأردن الطبّي، ومشاركة من الأردنيين بالتبرعات المتواصلة.
كلّ الأردنيين معنيون بالمركز ومرضاه، وامتلأت وسائل التواصل أمس باستهجان القرارات الحكومية، ومن الاقتراحات الشعبية تحويل دينار التلفزيون على فاتورة الكهرباء لدعم المركز، بالاضافة إلى تكثيف حملات التبرعات.
ونتذكّر قبل خمس سنوات حين أكد وزير الصحة أنّ هذا المرض هو المتسبب الثاني للموت عند الأردنيين، وحين أشارت الاميرة دينا المرعد الى ازدياد معدل الاصابة بمرض السرطان عالميا وتضاعفه في العام 2020م.
وقد يحمل الأمر شيئاً من المفاجأة، ولكنّ تأملاً بسيطاً لما نراه حولنا، من انتشار ذلك اللعين، لا يتركنا في حيرتنا، بل يدعونا إلى التساؤل عن الأسباب التي جعلت خلايانا تنشط بشكل سرطاني.
ورغم ذلك، فالمرض لم يعد الخبيث غير القابل للعلاج، فهناك انجازات علمية مدهشة بهذا الخصوص، والأردن ليس بعيداً عنها، من خلال المركز.
نحن ندعو إلى التبرعات ليس فقط لدعم المركز في عمان، واستمراره في علاج الآلاف من الاردنيين، بل لتأسيس فروع له في مختلف أنحاء البلاد.
السبيل 2018-02-21