الغوطة الشرقية و«القدس الشرقية»
هناك يريد النظام السوري ومن ورائه روسيا حسم ملف الغوطة الشرقية، ليس مهما الوسيلة المستخدمة، وليس مهما عدد القتلى الذين سيسقطون أو أعمارهم أو مهنهم أو جنسهم.
وهناك تريد الإدارة الأمريكية حسم ملف القدس المحتلة، ليس مهما رأي الأنظمة العربية أو الأنظمة الإسلامية، ليس مهما رأي الشعوب العربية والإسلامية، ليس مهما رأي القوى الحزبية والمدنية العربية والإسلامية، وليس مهما مصير ما يسمى بعملية السلام التي يتعلق بها زعماؤنا وكأنها أصبحت شريان حياتهم.
وهناك نظام عربي بائس لم يعد يصلح للاستخدام.
وهناك ثروات عربية هائلة تستطيع شراء العالم بأسره، لكنها عاجزة عن دعم موقف شجاع وحازم، عاجزة عن دعم مقاوم واحد للزعرنة الأمريكية والروسية.
روسيا وأمريكا تتقاسمان المنطقة، أما التوابع فليس عليها سوى المشاهدة ثم التوقيع على ذيل الورقة، وأحيانا يتوجب عليها دفع الفاتورة أيضا.
لا يمكن فصل ما يجري في الغوطة الشرقية وما يجري في القدس المحتلة، التي يحلو لنظامنا العربي والإسلامي أن يسميها القدس الشرقية، فكلتاهما خيط في نسيج يراد له مسخ هذه الأمة إلى أبد الآبدين. ولكن حركة التاريخ لا تستسلم لضغوط الأقوياء، ولا إلى عجز الضعفاء.
السبيل 2018-02-25