سينقل السفارة في ذكرى النكبة
كشفت وزارة الخارجية الأمريكيّة أنّ الولايات المتحدة تخطّط لفتح سفارتها في القدس، في أيار (مايو) المقبل بالتزامن مع ما أسمته الذكرى 70 لقيام الدولة العبريّة، أيْ ذكرى النكبة على الشعب الفلسطيني.
اذًا، كل التطمينات التي سمعتها عواصم العرب كانت كاذبة، فالحق والحقيقة التي لا نقاش فيها ان ادارة ترامب تقول وتفعل، وهي منحازة ايدولوجيا وسياسيا وعاطفيا وانسانيا نحو اسرائيل.
بدأت صفقة القرن من مدخل «القدس لليهود»، امر واقع يفرضه ترامب، وتحتفي فيه اسرائيل في ذكرى استقلالها المزعوم، وها هو نتنياهو، تعقيبا على القرار يقول: «انه يوم تاريخي للشعب اليهودي».
ردود الفعل العربية معدومة، مستسلمة، لا تشعر بالخجل، تثبت انها عاجزة متواطئة، فلم نسمع حسيس الرفض او الادانة، وهذا يثبت ان الفلسطينيين لوحدهم في الميدان.
الاردن بدوره هادئ، غير مشتبك مع الموضوع، ويبدو انه فقد حماسته الاولى فيما يتعلق بملف القدس، مع التأكيد انه رافض ومتضرر من كل ما يجري.
اما سلطة رام، فلا زالت تتلفظ بذات العبارات التي سمعناها مرارا على لسان صائب عريقات، هرج دون صيد، قول دون فعل، ولا زلنا متشككين، من صدقية ما يقال في العلن الفلسطيني.
الحلول والردود على عنجهية ترامب، فقط، موجودة عند الفلسطينيين، فكما سينقل سفارته يوم النكبة، يجب ان يكون الرد الفلسطيني كذلك يوم النكبة.
مصالحة فورية، اعادة الاعتبار لمؤسسات المنظمة، تنفيذ مقررات المجلس المركزي، مراجعة اوسلو، وضع مفهوم السلطة الوظيفي في سلة المهملات، تحميل الاحتلال كلفة وجوده في فلسطين.
بغير ذلك، ستمر التصفية هوينا هوينا، سيسرقكم الوقت وشجاعة ترامب المنحازة لإسرائيل، الفلسطينيون لوحدهم، قوتهم في ضعفهم، فالفرصة مواتية لخلط الاوراق.
محمود عباس امام استحقاق تاريخي، وكذلك حماس والجهاد وكل الفصائل، فحين يقول وزير خارجية السعودية ان ايران الخطر الاوحد في المنطقة، فاعلموا انكم لوحدكم، وان ترددكم سيلغي قضيتكم، فالحل في ايديكم انتم دون غيركم.
السبيل 2018-02-25