التعديل ... هل تقلصت مساحات الرئيس؟
قبل التعديل السادس على حكومة هاني الملقي، كان الرئيس يسيطر على مساحة متاحة له في حكومته، وبعد كل تعديل كان الهامش يزيد بنسب يمكن وصفها بالضئيلة.
التعديل الاخير، باعتقادي، انه سينال من مساحات الرئيس الممكنة، فقد تم الزج بشخصيتين وازنتين لمساعدته، واحده تقوم بدور تنسيق العلاقة مع الوزارات «الصرايرة»، واخرى تتولى الملف الاقتصادي»جعفر حسان».
أنا أستبعد جدا، ان يكون هاني الملقي هو من قرر جلب مدير مكتب الملك جعفر حسان من موقعه ليصبح نائب رئيس وزراء يدير ملفا اشكاليا هو الملف الاقتصادي.
اذا هناك من سيساعد الرئيس في ادارة الحكومة، والقرار بذلك مرجعي، ولا نعرف هل السبب هو مرض الرئيس والعارض الصحي، واستحقاقات العلاج القادمة، ام ان وراء الاكمة ما وراءها.
حكومة الملقي الاولى، شملت، مساعدين وازنين ايضا(الذنيبات وجواد العناني)، ضاق الرئيس بهما ذرعا، وسرعان ما تخلص من حمولتهما، فلماذا تتكرر التجربة، وما الاسباب التي دفعت لذلك؟
ثلاثة رؤوس مدببة في الحكومة الحالية (حسان والفاخوري والصرايرة)، مع رئيس وزراء «روحه بمناخيره»، لا يمكن هنا ان يكون التعايش مديدا، الا اذا كانت هناك مبررات موجبة.
ببساطة انا أرى، ان حكومة الملقي استهلكت بقاءها، لكن رحيلها مؤجل حتى تكون مناسبته خادمة للظرف الداخلي او الاقليمي، فلا داعي عند المرجعيات لانهائها بالمجان.
مع ذلك ستدار الحكومة برؤوس جديدة، وستتقلص مساحات الدكتور هاني الملقي المتاحة، وسيبقى التعديل عند الجمهور منزوع الدسم، لن يضيف للمشهد الا قدرا اكبر من الحيرة واليأس.
السبيل 2018-02-26