البحث عن العنب وليس مقاتلة الناطور
البلد لا تنقصها بلاوي وإن كان من ضرورة لصدور عفو، فليكن خاصا وليس عاما وذلك من خلال لجنة تقيم المستفيدين وفق معايير لا تضيف اصحاب السوابق المقبوض عليهم ويقضون عقوبة الى الذين ما زالوا طلقاء، وبالامكان شمول مخالفات السير بالعفو المنشود، وهذا ما سيفرح كل الاردنيين باعتبارهم متخالفين دائما وسيكون الامر إن تم كما وانه مكرمة سيقدرونها حتما لكثرة ما عليهم من اعباء.
رئيس الحكومة الذي يقول مرارا وتكرارا انه ليس بصدد الشعبوية ولا يحتاجها، بإمكانه ان ينزل من برجه ويتواضع في طلب رضا الشعب بدل ان يظل كما الخبز البائت مأكولا مذموما، وذلك من خلال بضعة اجراءات لها ان توفر على الناس جزءاً من الاعباء، كأن يوصي لجنة تسعير النفط الشهرية بتخفيض ملموس لآذار المقبل غدا، وليس مجرد قرش لكل لتر كونه نال طوال الاشهر الماضية ارتفاعات متتالية لن يعوضها القرش ولا القرش ونصف، وكذلك اعادة النظر بما يجري على فاتورة الكهرباء من ارتفاعات، وايضا ما خص اسعار السلع إذ ليس طبيعيا ان يستمر سعر كيلو البصل دينارا وكان قبلا الحديث عن البطاطا بما يوجب تدخلا حكوميا يمكن الناس من قضاء حاجاتهم الضرورية بأقل العناء.
الاحتقان يولد الانفجار وبدل التهديد المبطن للناطق الرسمي بالامكان اخلاء سبيل المعتقلين من المشاركين بالاحتجاجات على سياسة الحكومة وإجراءاتها التي نالت من قدراتهم المعيشية، وها هي اعتصامات المزارعين وشركات الحج والعمرة مستمرة دون ان تجد من يهتم بإنهاء المشكلة ولو بحلول وسط، وعلى الحكومة ان تعي معنى التأكيد من المحتجين على السلمية وان التخريب يتم من مندسين وكذلك فهم سقف الهتافات وانها السبب في اللجوء للملك من اجل انصافهم بعد عجزها عن مجرد تفهمهم واتقان مخاطبتهم بما يؤمن ثقة متبادلة وليس تعميق الهوة كما حصل بعد مقابلة الرئيس بالتلفزيون الرسمي وتصريحات الناطق الرسمي.
الكل في طرف المعادلة الحكومية الشعبية يريدون عنبا وليس مقاتلة الناطور، وطالما الكروم والبساتين عند الحكومة فإنها المعنية بالنظر الى السلال الفارغة التي يحملها المواطنون.
السبيل 2018-02-28