كاترينا الحلوة تبحث عن رجل
النهار اسود كما الليل، ولا بصائص امل لوقف شلالات الدم، او حتى ان يلتقي طفل امه اضاعته القذائف يتيما او اشلاء، وهدير الموت يخيم على الضجيج وغاب هدير البوسطة والتنقل بواسطة العربات المصفحة والدبابات، وليس هناك ذاهبون للعاصمة ولا عائدون منها سوى القذائف المتبادلة كهدايا لجعل الموت بطعم الانتصار والدمار.
ويغيب الحب عن الحب وما عاد الياسمين صالحا للوصف او لشذى العطر بعد صبغه بالاسود كما كل الاشياء ايضا، والارصفة خالية من العابرين، ويحتلها الفراغ وتختفي عنها الارجل، وندر ان تجد مجرد هرة علانية وقد اتخذت القطط ملاجئ لها ايضا بين الانقاض. وليس من عواء او مواء او حتى خرير وقد اختفت الاصوات عدا الانفجارات التي ينتظر سماعها كلما اعلنت موتا جديدا.
وليس الحياة حياة، ولا هي موت ايضا، وقد تحولت الى ألم لئيم، ورجيم شيطان ووجع بحجم اكبر من درب الآلام نفسه.
والشام كلها شام وهي دمشق وبيروت وعمان والقدس فكيف للألم ان لا يكون في كل الجسد، ومثلهم كمثل العضو الذي تداعت له كل الاعضاء بالسهر والحمى، وكم ينبغي ان تنكسر العواصم، وراياتها تستمر منكسة مكللة بالخزي والعار والهزائم ومن بعد سباق عمن يخون اكثر او بحث عن وظيفة جديدة في صفقة القرن. والفرق بين القاتل والمقتول من يموت قبلاً، وقد تحول الناس الى اضحيات بلا مناسبات، ووجد ترامب فيهم غايته، وأعلنهم خطرا كما النازية والفاشية والشيوعية ينبغي إنهاؤهم كونهم مسلمين، والعصر اليوم يهودي، ويبحث الناس هنا عن البليط وفيما اذا هو من اصول شرق النهر ام غربه.
الموت يحدق بالجميع قتلا او ذبحا داعشيا، وفلسطين هي قصتنا الاولى وليس هناك من يعي معنى القطيع، ويسيرون فيه من خلفهم كلب، ومن أمامهم حمار وليس حال البشر في الشرق يختلف عن اوضاع الغنم، فالمالك يجد رعاة متطوعين ينتشرون من شرم الى سعسع، وليس هناك حساب للخازوق رغم ما تحدث به نزار.
السبيل 2018-03-01