ثرثرة على شواطئ عجلون
ربيع مبكر والعشب أصفر منذ الآن والدحنون غاب عنه الاحمر، وبدا مثل فراشات تبحث عن ضوء لتستقر فيه دون روح، وما عاد هناك سوى منظر يعيد حنينا وعيون ماء بلا خرير، والناس يوم الجمعة انتشروا متنزهين في كل عجلون كما السكارى وماهم بسكارى او مخمورين فعلا جراء الشواء او ربما من كثرة العواء، ثم وهم كذلك تبادلوا الحديث عن الاسعار والغلاء واطلقوا نكاتا عن البنزين الذي خفضت سعره الحكومة بقدر ما يستحقون فعلا او ما يساوون ثمنا من وجه نظرها. ويقال تحليلا انها اقسمت ان تجعل حياة الاردنيين مستحيلة.
والكذب هو الصدق تماما وتبين ان النائبة التي طلبت تعيين شخصين فقط كانت على حق، واصدر الرئيس كتاب الموافقة بعيدا عن موضوع الثقة الاخير كونه المنصف الذي يهتم بالذين على الدور منذ سنوات في سجلات ديوان الخدمة. والعدالة ليست الظلم ابدا حد نقل المتنصب من منصب الى اخر كلما بلغ الستين، وعلى ما يجري فان كل اردني يرى في نفسه مشروع وزير وينتظر لحظة ان يتم اختياره بجد والكل يصدق بمن في ذلك المعارض التقدمي واليساري والثوري وقد تبين ان شق اخ مسلم يلزمه منصب وزير ايضا .
في المنشورات على المواقع ما يثير الاستهجان والحيرة ، فاحدهم يسأل عن وضع اليابانيين الذين لم ينزل عليهم نبي وما زالوا لا دينيين وكيف هم باحسن حال، واخر يشكر الله لانه لم يمكن المسلمون من فتح كل بلاد الكفر وألا ما استطاعوا الهروب اليها من الويلات، واخر ينشر صور فلسطين بعد سبعين عاما من احتلالها كيف هي زاهية ومقابلها صور دمشق بغداد ودمشق واي دمار نالها.
ويأتي الجواب سريعا من لسان رفاعة الطهطاوي او طه حسين باجابة السؤال عن حال فرنسا لما درسوا بها قولا انهم شاهدوا فيها اسلام بدون مسلمين، وانهم في مصر يرون مسلمين ولا يرون اسلاما، ولو عادوا اليوم سيكررون نفس القول. وعليه فانه هكذا تزهو الامة طالما تحظى بخدام للمقدسات من الملوك والرئيس المؤمن والامام الاكبر والقدس امامهم والسؤال نفسه ايضا وهو «وهل الكبير يدري».
السبيل 2018-03-04