خازن مكتبة الجاحظ
كلّنا حزنّا على الحريق الذي التهم مئات الكتب والمخطوطات في مكتبة الجاحظ العمّانية الشهيرة والتي حملت تسمية “خزانة الجاحظ”، قبل أشهر قليلة، وها نحزن أكثر على رحيل صاحبها هشام المعايطة في حادث سير مفجع فجر أمس السبت.
ويمكن القول إنّ الخزانة التي هي ليست أكثر من كشك صغير من معالم عمّان المعروفة، وصار صاحبها الذي كان ممثل الجيل الثالث الذي ورث المكتبة من نجوم وسط البلد، وقصّة ارتحالات الخزانة من القدس إلى عدة مدن أردنية ثمّ استقرارها في عمّان تستأهل أن تُسجّل في كتاب.
الراحل كان مُبدعاً في الترويج للكتب وتسويقها، تحت شعار وعنوان: “استعارة للاستنارة..اقرأ واستبدل ما قرأت”، وهذا ما جعل من مكانه الصغير الحميم الأكثر ارتياداً من الباحثين عن الثقافة والمعرفة بأقلّ الأسعار، ومن الطبيعي أن يحزن كلّ هؤلاء على رحيله.
يبقى أنّ الرجل كان يتحدث خلال الفترة الأخيرة للفضائيات عن غلاء أسعار الكتب، ولعلّه صُعق مع رفع الضريبة عليها، وهي مفارقة أن يموت بهذه الطريقة والاخبار تتحدث عن انخفاض استيراد الكتب نحو تسعين بالمئة منذ الرفع!
السبيل 2018-03-04