هدايا حرب الأيام الستة
كان الظن ان الاشياء كلها من حولنا مختلطة على الالباب وعصية على الفهم وتبين انها الامر الطبيعي اساسا، فمتى كنا لا نذبح بعضنا بعضا ونغزو بحجة الفروسية وفي الجاهلية قتل العرب العرب ومن بعد الرسالة تذابحوا وما زالوا يفعلون ويقال ان محكمة بالنجف الاعظم حكمت امس على يزيد بن معاوية بالاعدام شنقا بحد السيف.
والبحث جار عن انتصارات بطعم الموت والدم يسل وليس له اوصياء ولا اولياء، وفي الغوطة الشرقية يخجل القتل من الذبح وامس تمكن طفلان من الفرار منها وقالوا هربنا من جهنم فأين هي الجنة، وعفرين كما تورا بورا بنكهة كردية وحلب كما قندز لا تنتهي قصتها وسيف الدولة فيها بلا متنبي يوثق المرحلة.
وها هي امريكا تعلن عن اكثر من عشرين قاعدة حربية لها في سورية ولا يعد الامر احتلالا، وروسية لها اكثر بموجب اتفاقيات فأين يكمن الفرق يا ترى. والحرس الثوري الايراني يكافح الارهاب وقاسم سليماني يتنقل فاتحا من قرية الى ضيعة، وميليشيا حزب الله صمام امان للانتخابات اللبنانية رغم اقامتها في دمشق والشيخ حسن نصر الله يكبر عقله كلما تحدث ويركن على صواريخه وايات الله العظمى والصغرى الايرانية.
ولا يكفي روسيا ما لديها اصلا ليعلن بوتين عن صواريخ خارقة وواشنطن فهمت الرسالة ونفت استخدام كيماوي من قبل الجيش السوري لأول مرة، وجيمس بيكر يعلن من جانبه امس انه بالإمكان توجيه داعش لمحاربة النظام، ترى من تقاتل الان اذًا؟! والمواجهات في مخيم اليرموك على اشدها بين اطراف فصائل ليس منها معارضة ولا موافقة ايضا.
وأخبار الفلسطينيين فيه مقطوعة ولا احد يسأل عنهم، والأونروا تؤيد ضمنا طالما توقفت خدماتها فيه وتتمنى ذات الامر لتوقف اعمالها تماما انصياعا لتسهيل صفقة عصر ترامب التي ستنطلق في الخامس من حزيران المقبل بترسيم القدس لتكون اورشليم للابد، وذلك ليس في ذكرى النكسة وانما في عز ايام رمضان المبارك المقبل.
السبيل 2018-03-05