عن محمد بديع وغيره
أي عصر هذا الذي نحن فيه ووصلنا معه الدرك الاسفل في ممارسة اقذر ما يمكن من انواع المغالبة ضد الآخر دون اعتبار لمجمل المبادئ بما فيها النازية والفاشية، اذ تنقلب هنا كل المفاهيم ولا يعود ممكنا الايمان بالاوطان مهما علا صوت الفنان وهو ينشد خذوا المناصب والمكاسب واتركوا لنا الوطن.
ودون اعتبار للتاريخ والمكان ومسيرة ازيد من اربعة عقود في الحكم يطاح بالقذافي، والامر طبيعي لو فيه انتقالات نحو استحقاقات افضل، أما ان يطاح به ويتم سحله كعقوبة قذرة ممن استكانوا طوال الوقت هاتفين له بالمجد والخلود فإنه الاداء الذي فيه اسوأ العيوب في شخصية وهوية اي شعب. والامر في واقعه حال امة الاصل ان تكون أخير الامم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن.
وكما الاول كان الثاني وشهد العالم في بث حي ومباشر كيف خرج الناس في بغداد بعيد احتلالها ناهبين ومخربين وكيف كان احدهم يركل صورة السيد الرئيس واخر امام البنك المركزي تنهال عليه الدنانير العراقية ملغاة كونها مزينة بصورة صدام وتحولت الى مجرد ورق في لحظة، ومن ثم مهزلة محكمة لم تلغ حقيقة النفوس عامة وانعدام الانتماء فيها، وهي نفسها ايضا التي تغنت بالقائد الملهم وكانت مستعدة لذلك ثانية لو انعكست الامور وعاد صدام او عدي وقصي.
وفي مصر سجن مبارك بعد حكم اطول من حكم اي فرعون، ولو ان السيسي اعاده للحكم لقبل الامر ولرحبت به هتافات في كل المعمورة، ومرسي اليوم مسجون في اسوأ حال والذين صعدوه ذاتهم الذين يصفقون لخلفه، وامس ناشدت ابنة محمد بديع من اجل والدها الذي في عقده الثامن يقبع سجينا ولم يشفع له سنه وعلمه ودينه لإعفائه من التعذيب، وذات الحال سيكون للسيسي لما يحل مكانه آخر لأي سبب، ويطول السرد لما حل باليمن وغيرها وغيرها ولكن.
اي مصير هذا الذي ينتقل جيلا فجيلا منذ امر عبد الله بن محمد الشهير بأبي العباس السفاح بعد اسقاط دولة بني امية بنبش قبور كل الخلفاء منذ معاوية وصلب من فيها كانوا جثثا او عظاما وحرقها وذر رمادها، ولهذا لا توجد قبور لأي منهم، والحال نفسه الان وإن كان هو اليوم متحولاً من شكل الى آخر.
السبيل 2018-03-06