تعميق الجراح في غزة
لا غرابة ولا جديد في استمرار حصار غزة وخنقها من قبل العدو الاسرائيلي والحال قائم منذ سنوات وهي رغم ذلك صامدة وتتغلب على جراحها، كما ان اغلاق معبر رفح مصريا يمكن تفهمه على اساس حالة الانكسار العربي والخضوع للشروط الامريكية، اما ان تزيد سلطة عباس على ذلك اجراءات اضافية بفرض عقوبات على غزة فإن ذلك هو العار بعينه الذي هو اشد وطأة من الخيانة.
لا يكفي غزة حصارها الاجرامي ليأتي عباس بإضافات اخرى، والانكى صمت من حوله عليه وهو يقول ان اهل غزة سيتفهمون الاجراء، وكأنه مطلوب منهم الانتحار وهو يظن بنفسه انه محط الاعجاب والاحترام من الفلسطينيين والحقيقة غير ذلك تماما.
بعد محاولة تفجير موكب ما يسمى رئيس وزراء السلطة، خرجت كل التوقعات والتحليلات بإجماع ان اليهود هم الجهة المنفذة، ووحده عباس الذي خرج امس على الناس متهما حركة حماس، فهل هناك اكثر من هكذا انبطاح للعدو الصهيوني، ثم ما الذي سيحققه عباس وهو يضاعف مأساة الشعب في غزة الصابرة، غير انه يقدم الذريعة للإسرائيليين لشرعنة حصارهم الوحشي امام العالم ليقال انه طالما عباس الفلسطيني يفعل فإنهم على حق.
ورغم كل السفالات والجرائم اليهودية المستمرة منذ عقود، فإن عباس تمنع عن مجرد اجراء عقابي واحد ضد العدو الاسرائيلي، لا بل انه يزيد دائما من تمتين التنسيق الامني معه، ويصر على السير خلفه بملاحقة ابطال المقاومة وزجهم بمعتقلاته، وهو إذ يدعي الحرص على تحقيق مصالحة وطنية، فإن قراره الاخير بفرض العقوبات انما يكشف عن الوجه الحقيقي لوظيفة السلطة، وهي تعميق الشرخ بين الفلسطينيين ليستمر العدو متفوقا، فأي خدمات هذه التي تقدم للاسرائيلي وما هو الثمن كلما كان الامر خيانة جديدة. وقد قيل هنا قبلا ان لا حل امام الفلسطينيين سوى القضاء على سلطة رام الله.
السبيل 2018-03-21