عصبية عباس.. لماذا؟!
تؤشر تصريحات الرئيس محمود عباس الاخيرة واتهاماته وشتائمه، على ضغوطات عصيبة يعيشها الرجل، ولك ان تتحدث عن احباطات، وعن وضع اشكالي حقيقي.
رجل بخبرة ابو مازن عليه ان يتماسك، حتى لو كان مريضا، او يلوّح له ببديل عنه وتهديدات، فالخطأ جسيم ان يظهر بالصورة التي شاهدناها، ومن يتابع ردود فعل المجتمع السياسي في اسرائيل يدرك انهم يرونه مأزوما وضعيفا.
ما مصلحة ابو مازن بوقف جهود المصالحة، واتهام حماس، وخنق غزة، أليس الاجدر به ان يستثمر تيارا في حماس يريد الاقتراب من تصفير المشاكل، وبالتالي تقوية المشروع الوطني الفلسطيني.
ما الذي يثير جنون ابو مازن، ويجعله يشتم السفير الاميركي بلغة غير لائقة، ومن ثم ينتقل للداخل الفلسطيني فيمعن فيه تقسيما وتأزيما.
أهي رغبات بالاستحواذ على السلطات كلها بعد هذا العمر، ألم يكتف، الا يريد ان يموت ميتة مشرفة فارقة، ام انها ردود فعل على تخلي واشنطن عنه ورغبتها بتركيعه عاريا اما الشعب الفلسطيني.
المشكلة في خطاب ابو مازن انه اطلق النار على الجميع، اظهر نفسه معزولا، لا يملك خطة، وتلك سيكولوجية سياسية يصعب التكهن بعدها بخطوته التالية.
لا زلت اشيد بموقف عباس من صفقة القرن ونقل السفارة، واعتقده تقدميا، لكني لا افهم لماذا يطلق الرجل النار على قدميه، واتمنى ان تكون كلماته بحق حماس وغزة مجرد انفعال وللاستهلاك النفسي.
اتمنى ان يدرك ابو مازن، انه احوج ما يكون الى الداخل الفلسطيني، فهو الاداة والطريق لمقاومة الضغوط، وهو الادارة والطريق لتدشين موقف بطولي تذكره الاجيال.
قادم الايام كفيل بمعرفة ما يريده عباس عينا وواقعا، فهناك اجدتماع قادم للمجلس المركزي الفلسطيني ومؤتمر قمة عربي في الرياض، وكل ذلك سيجعلنا اكثر معرفة باتجاهات الرجل وبحقيقة موقفه.
السبيل 2018-03-22