فن الهروب في زمن الحروب..!
دوما انتظر المساء احاول الهروب اليه بحثا عن نص خارج المألوف وعن كلمات عابره في مدن لا تقرأ ولا تطبع ولا تكتب، الحرف وجدلية الكتابة، عالم يدخل المتصوف الى نصوصه بحثا عن مقاصد ومعان لا تزال تنتظر الاجابة.
أحاول أحيانا أن أمضي بلا استئذان، أو أن أجد مساء بلا انتظار، تهرب مني الكلمات الى شوارع ومدن ومقاه ولحظات لا حدود لها، تهرب الكلمات تمر في كتب لا تزال على الرف أو في السيارة او في المكتب تنتظر دورها.
في زمن التواصل وفي زمن «التويتر» والتغريد يبعثرك الكتاب الى شواطئ تحلم بها، تُسكّن الحرف،لانه أسلم الخيارات تحاول الهروب من مسطرة واحدة ومن جداول لا تزال بالمرصاد الى كتاب جديد وطعم جديد وانفاس لا تنتهي.
هناك الكثير مما يقال وهناك الكثير مما هو مسكوت عنه في داخل الصمت وجدرانه تمضي اللحظات تشتعل الجمرات تعبر بك المسافات بلا حدود، ولا مطارات ولا بواخر مبحرة تنتظر العودة ومدن الملح.
في زمن الحروب لا مجال لاتقان الهروب لا نملك الا خيار الوضوح بعيدا عن كل الحسابات لا تملك التعامل مع وصفات ولا خيار الانتظار نحو بارقة امل.
كنا نحلم «بالتضامن» التي حاول ذات زمن أن يجعلها فضاء مختلفا الكاتب والاعلامي اللبناني فؤاد مطر، لكنها تلاشت حين تلاشت العواصم والمدن، واصبحت مرافئ بلا شطآن.
تحلم بمدن جديدة وجداول تفوح برائحة الياسمين ولحظات لا تنتهي من ظلال «قاسيون» لكنها تبقى لحظات مطاردة، مثل زمن «جورج طرابيشي» أو زمن «محمد عابد الجابري».
انه زمن التشظي والانشطار زمن المتاهات الكبرى والاحلام الصغرى لم يعد زمن الاحلام الكبيرة ولا احلام المجد المباح.
إنه زمن وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح وتصبحون على خير...!
الدستور 2018-03-24