الأمن يحبط محاولة والجيش كذلك
تشعر بالطمأنينة والقلق معا، حين يصلك اعلان المخابرات عن احباط محاولة مجموعة مؤلفة من 15 شخصا، جميعهم اردنيون، لهجوم بالاسلحة النارية على مقر مكتب المخابرات والشرطة في مدينة الرصيفة، مع تنفيذ هجوم متزامن على دوريات امنية في منطقة ياجوز.
جهازنا الامني متيقظ، بارع، خبير، في موضوع متابعة الجماعات الارهابية، وينجح بين الفينة والاخرى في تفويت الفرصة على تلك الجماعات، كما نعرف انه ليس كل ما يضبط يعلن عنه.
اذاً اداء الامن والمخابرات، يشعرك بالطمأنينة، لا نقاش في ذلك، لكن المقلق يكمن في استمرار نهج هذه الجماعات الاستهدافي للاردن رغم نهاية داعش في مناطقها الرئيسية، ونشعر ان الفلول قصة اخرى تحتاج الى مثابرة ويقظة تامة.
بالتزامن مع ذلك اعلنت القوات المسلحة عن ضبط محاولة تسلل على حدودنا، ضمن المنطقة الفاصلة بين الحدود الأردنية السورية، وتمكنت من احباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات.
العملية التي كشفت عنها المخابرات كانت في نهاية العام الماضي، ولعل السير في اجراءات التحقيق، كان سببا في تأخير الاعلان عنها الى اليوم، وقد يكون توقيت الاعلان مقصود من مجسات الدولة.
فقد لاحظنا في الآونة الاخيرة رغبة عن المرجعيات باطلاع المواطنين واشعارهم على حجم التحديات المركبة التي توجهها الدولة امنيا وسياسيا واقتصاديا.
لذلك قد يكون الاعلان عن استهداف البلد امنيا جزءا من السياق العام، الراغب بتهيئة الاردنيين وبضرورة استعدادهم، لقادم صعب قد تكون فيه قرارات واجراءات لا ترضيهم.
وحتى نوضح اكثر، فالمسألة الفلسطينية تبدو الاكثر قربا، للاشتباك السلبي القلق معها، هناك خشية من صفقة القرن التي قد تفرض على الجميع، من استحقاقات وقرارات غير شعبية، بهذا افهم محاولات الدولة وضعنا بصورة التحدي والقلق.
السبيل 2018-03-26