ماذا ترك المتنزهون في عجلون؟

تم نشره الإثنين 26 آذار / مارس 2018 12:49 صباحاً
ماذا ترك المتنزهون في عجلون؟
رمزي الغزوي

يكفيك الآن أن تجوب محافظة عجلون، وتقتفي أثر زوارها الذين غصت بهم يوم الجمعة الماضية، من راجب إلى الزراعة، إلى عنجرة إلى عبين، إلى عرجان وعبلين وراسون ووادي الطواحين ووادي العريس. سيكفيك مرور سريع في واحد من هذه الأماكن؛ لتقدر عدد الجيش الجرار، الذي غزا هذه المحافظة المخلوقة من بيلسان وغيم، وترك لها ما ترك. 
قبل أن أنفث وجعي وغضبي سأكون واضحا ومؤلماً. وأقول إن هذه الزيارة، غير المسبوفة لم تجيء إلا على أساس (الفزعة وأخواتها)، فنحن لم نلتفت إلى جماليات عجلون، إلا بعد أن سوقها لنا أخوتنا العرب عبر (فيسبوك). وهذا طبع فينا؛ فنحن لا نقتنع بجمال أشيائنا وقيمتها، إلا إذا قال لنا غريب، إن لنا أشياء جميلة تستحق.
يوم الجمعة غصت عجلون بآلاف السيارات. تحت كل شجرة وفي ظل كل جبل، وتحت كل غيمة كان ثمة متنزهون، وأهلا بهم وسهلا، هي بلدهم، تحبهم كما يحبونها؛ ولكني لن أقول كما يقول كثير من العجلونين بغصة من أن لا فائدة تعود على المنطقة من كل هذه القوافل، فكل سائح يجيء ومعه (فحماته ولحماته وبصلاته وخبزاته)، حتى كأس الماء، لا يشترونها من عجلون.
لكني سأقول: في الأثر المتروك من وراء تلك الغزوة؛ سنرى أطناناً من القمامة، يندى لها الجبين، ويخجل منها الحجر والشجر، ولبشاعتها فقد أبيت أن أبثها على صفحتي على فيسبوك، ولكني هنا أهز قارب أؤلئك الزوار: هل تستحق ابنة الغيم أن نترك لها قمامتنا ونمضي؟. 
يعجبني الذين إذا نزلوا في مكان نظفوه؛ قبل المكوث فيه، وحين يغادرونه يحملون قمامتهم معهم، فهي لن تثقل عليهم، حتى أقرب حاوية. نعرف ان هناك تقصيراً من قبل بلديات المحافظة لتوفير حاويات في الأماكن السياحية، ولكن مهما كانت قدرات تلك البلديات، فهل تستطيع أن توفر تحت كل شجرة حاوية. لماذا لم يحمل المتنزهون قمامتهم معهم؟
لماذا نكون حريصين على نظافة الأماكن، حينما نزور بلداً عربيا أو أجنبيا، ولا نترك قمامتنا وراءنا. لو أن كل زائر لعجلون حمل قمامته، وبقايا المشاوي من بصل متروك وبندورة، وعبوات مشروبات غازية. 
أناشد الجمعيات البيئية ووزارة السياحة ووزارة التربية والداخلية أن نبث رسائل توعية في ابجديات زيارة غاباتنا ومتنزهاتنا، وأطالب بتنظيم يوم وطني؛ لتنظيف غابات عجلون ودبين وزين من القمامة التي نتركها ثمناً للجمال الذي نناله منها. 
ذات مرة رافقتني سائحة نمساوية إلى منطقة في عجلون، وقد بهرتني حينما خلعت نعليها قائلة: هذه الجنة لا ندخلها إلا حفاة. الجنة لا تداس بحذاء. 
شكرا مرة أخرى

الدستور 2018-03-26



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات