يوم الأرض الخالد
يحتفل الفلسطينيون والعرب يوم الخميس المقبل بالذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد. ففي هذا اليوم هب الفلسطينيون في المناطق المحتلة من فلسطين العام 1948 ، ضد الاجراءات الإسرائيلية لمصادرة اراضيهم. وتصدوا ببطولة لهذه الاجراءات العنصرية والعدوانية للاحتلال الذي يحاول بكل الطرق والأساليب مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، واقامة الدولة اليهودية على كامل التراب الفلسطيني.
تأتت هذه الذكرى، في مرحلة تاريخية مهمة في نضال الشعب الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية في مرحلة تاريخية شديدة الصعوبة لاسباب عديدة من أهمها، الانقسام الفلسطيني الذي يشهد تفاقما كبيرا هذه الايام.
وايضا من الاسباب والعوامل التي تضغط على القضية الفلسطينية وتساعد الاحتلال الإسرائيلي في مهمة تصفيتها، الادارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، فهذه الادارة، اعترفت بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وقررت الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال، ونقل السفارة الاميركية اليها في ذكرى النكبة في الرابع عشر من ايار (مايو) المقبل.
كما تعد هذه الادارة العنصرية لما يسمى بصفقة القرن والتي تهدف بحسب ما تسرب من معلومات عنها وحولها، إلى تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية، وحرمان الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه ومقدساته.
وتساهم النزاعات والحروب الداخلية في العديد من الدول العربية في اضعاف القضية الفلسطينية، فالمحيط العربي الحاضن التاريخي للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب، بات متفككا ومنشغلا بذاته، بعد أن أنهكته الحروب الداخلية، وأضعفت قدراته وإمكانيته لمواجهة مخططات الاحتلال وداعمته الادارة الاميركية.
لذلك، فان الذكرى الثانية والاربعين ليوم الارض مهمة للتأكيد على معانيها التي اهمها واجلّها استمرار مقاومة الاحتلال لإفشال مخططاته لمصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويد مقدسات فلسطين الاسلامية والمسيحية، وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه.
لقد، استطاع الفلسطينيون في مناطق فلسطين التي احتلت في العام 1948 افشال مخططات الاحتلال بالرغم من انه استخدم فيها كل قوته وجبروته.. وهاهم برغم كل شيء باقون على ارضهم يذودون عنها ويحمونها بأهداب العيون.
كما أن الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة وبرغم المعاناة صامدون على ارضهم، ويتصدون لكل محاولات الاحتلال لمصادرتها واستيطانها.
في الذكرى الخالدة ليوم الارض مايزال الفلسطينيون متمسكين بوطنهم ومقدساتهم وقضيتهم، وسيواجهون أعتى المخططات وأكثرها عدوانية وسيفشلونها.
ان هذه المناسبة وغيرها من المناسبات العظيمة تحشد النفوس وراء المعاني الكبيرة.. فالتضحيات مهما بلغ حجمها لا بد في النهاية أن تقود لانتصار الحق .. طال الزمان أم قصر.
الغد