محنة الإسرائيليين

تم نشره الأحد 01st نيسان / أبريل 2018 07:11 مساءً
محنة الإسرائيليين
ماهر ابو طير

عشرات الآلاف الذين احتشدوا في غزة، يوم الارض، لا يمثلون انفسهم وحسب، بل ان المشهد يعبر عن روح موجودة عند كل الفلسطينيين، حتى لو بدت للحظة ما، خافتة، او متوارية.
لا يمكن لاسرائيل ان ترتاح هنا، إذ إن معالجة مشهد عشرات الالاف بقتل بعضهم، وجرح المئات، عظم من الفكرة ذاتها، وجعلها القصة الحاضرة، فهذا هو الشعب الفلسطيني في غزة، مثله مثل غيره في مناطق اخرى، داخل فلسطين، يقول للعالم ان مسيرة سلمية، تتم مقابلتها بمئات القناصين، وتحويلها الى مسيرة دموية، في تأكيد على نهج الاحتلال، وطبيعته.
المفارقة هنا، تتعلق بالاسرائيليين ذاتهم، اذ الى متى سيعيش هؤلاء بهذه الطريقة، يحتلون ارض غيرهم، ويقتلون كل يوم، في مجتمع حافل بالازمات، والمشاكل، ولم ينجح حتى اليوم، في محو اثر احتلاله لفلسطين، ولا محو اثر اللاجئين والنازحين والذين اضر بهم الاحتلال طوال عقود.
هذه محنة الاحتلال التي يدركها جيدا، محنة وجود شعب آخر تعود فلسطين اليه، وهو شعب ليس منفصلا نهاية المطاف عن اكثر من مليار ونصف المليار عربي ومسلم، وكل هؤلاء على ضعفهم، وحالة الهوان في العالمين العربي والاسلامي، الا انهم جوار طبيعي لفلسطين، لا يمكن ان يقبل الى ما لانهاية اي استحداث لهوية جديدة في المنطقة، بما في ذلك هوية الاحتلال الاسرائيلي.
ثم ان مسيرة غزة قالت الكثير، على الرغم من أن هناك من هو متخصص في احباط الهمم، فتسمع اراء تقول لماذا تم قتل هؤلاء، ولماذا تم ارسالهم الى حتفهم ليموتوا او يجرحوا، وهذا التيار المتباكي على الفلسطينيين، هو ذاته الذي لا يسمح بأي حل آخر، فلا يريد مسيرة سلمية، ولا يريد انتفاضة، ولا يريد سلما وسلاما.
لكن غزة، في المحصلة، في يوم الارض، طرقت وجدان العالم، عنفته بكل لطف، اعادت تذكيره بأصل المشكلة، وان هؤلاء لا ينسون ارضهم، وفي غزة مئات الالاف من يافا وعكا وحيفا واللد ومناطق اخرى، مثلما ان اللجوء داخل فلسطين المقسمة اليوم، مر وصعب ومؤلم، اضعاف اي لجوء آخر، خصوصا، حين تكون محشورا في غزة، وحيفا مثلا على مرمى حجر من احلامك.
كلما ظن كثيرون ان فلسطين غابت، عادت وبقوة، وفي يوم الجمعة الفائت، كانت الرسالة مجددا لاسرائيل، وتقول انها قد تكون قوية ومتجبرة، لكن هناك شعب كامل، يحاصرها في داخلها، ومن حولها وحواليها، ولا يمكن لاي قوة ان تشطب هؤلاء، وان تلغي فلسطين من ذاكرتهم.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات