الصفقة تحت إقدام الشهداء
من شاهد ما جرى في غزة نهار الجمعة يدرك أن مشكلة واشنطن مع الفلسطينيين ليست بتلك البساطة التي يعتقدها ترامب وفريقه الصقوري المنحاز للرواية الصهيونية.
لقد أرسل شهداء وجرحى يوم الأرض رسالة واضحة لكل الدنيا، أن الفلسطيني ليس دمية بأيدي التوازنات العالمية، وأنه متمسك بحقه في وطنه، وان حق العودة غير خاضع للنقاش والمساومة.
إنها إشراقة التحدي، هناك في غزة، وقد تساءل احدهم: كيف ستنجح صفقة القرن مع شعب يهزأ صبيته بجيش الذخائر المتطورة، يهزأ شهداؤه بالخوف والعربدة الصهيونية.
إنه يوم الدم الفلسطيني الطاهر المختلف، لا يشبهه يوم آخر، نعم، يوم الرسائل التي يجب أن تخترق آذان الحكام في الرياض والقاهرة وعمان، واضحة لا لبس فيها، تعلن أن فلسطين للفلسطينيين.
أمس السبت أعلن الإضراب العام في كل أنحاء الضفة الغربية وغزة، ذكرتنا تلك المحلات المغلقة بانتفاضات الــ1987 والـ2000، ذكرتنا بعودة الضفة الى حاضرة العمل الكفاحي الرافض كل محاولات تصفية وجود الفلسطينيين.
قلتها، وسأظل أرددها، فرغم أن الفلسطينيين هم الأضعف في حلقة الصراع، إلا أنهم الأقوى في عرقلة مشاريع إنهاء وجودهم، فلا صفقة دون «بصّيم» فلسطيني، ولا نهاية إلا بمخرج فلسطيني.
من هنا أدعو كل فلسطين الى مواصلة فعاليات الرفض والاحتجاج، أدعو فلسطينيي الشتات لتأكيد هويتهم الفلسطينية، فما جرى في غزة المحاصرة يثبت أن الكامن الفلسطيني لم يخرج بعد وأنه قادر على سحق كل المؤامرات.
واشنطن بدورها مطالبة بقراءة المشهد براغماتيا، عليها خلع نظارة الصقورية الايدولوجية المتشددة، الفلسطينيون ليسوا مجرد أرقام بجعبة حاكم عربي، أنهم أصحاب حق، وقادرون على وضع الصفقة الظالمة تحت أقدام شهدائهم.
السبيل - الأحد - 1/4/2018 .