تغريد أم نعيق ؟؟؟
من أهم ما ورد في كتاب مايكل وولف عن ترامب والترامبوية رصد التناقضات التي وقع فيها رئيس سيكتب عنه المؤرخون ذات يوم، انه ضلّ الطريق الى البيت الابيض، وكانت هوليوود اولى به وباستعراضاته ومزجه للكوميديا بالتراجيديا.
وآخر نموذج لتناقضات الرئيس الذي لا تقع عيناه في كل هذا الكوكب الا على الارقام هو تصريحاته او تغريداته حول الموقف من سوريا، اذ سرعان ما تحولت بضع ساعات الى اربع وعشرين ساعة، ثم تحولت الى بضعة ايام، واحدى تغريداته تقول، انه قد يضرب مواقع في سوريا في وقت قريب جدا وقد لا يفعل ذلك ايضا في وقت قريب! فهل هذه تغريدات تصدر عن رئيس الدولة الاعظم في العالم او عن كاتب سوريالي ؟
وهذه مناسبة للتذكير بمسرحية شهيرة لالبير كامو اسمها كاليغولا وكذلك بفيلم حمل هذا العنوان، وكاليغولا لمن لم يسمع به اراد ان يقطف القمر ويضعه في جيب معطفه كبرتقالة، وكان عيّن حصانه رئيسا لبرلمانه العجيب !
نعرف ان «الانترنت» وسلالتها تتسعان للتغريد والنعيق معا، وان لكل اختراع وجهين كما ان لكل سلاح حدين، لكن هذا القرن الذي دشّن الفية ثالثة بدأ برئيس زعم انه يستلهم قراراته في الحروب الابادية من السماء، وشطر العالم كله الى أخيار معه واشرار ضده، وكانت اقسى حروبه ليست على افغانستان والعراق بل على اهم منجز عقلاني وفلسفي للحضارة الغربية التي تحررت من الثنائيات واكتشف العقل الجدلي، وما يقع بين الاسود والابيض من ظلال وألوان، وكم كان الكاتب اللبناني بالفرنسية امين معلوف محقّا حين قال في كتابه اختلال العالم ان البشرية دخلت الى هذه الالفية ببوصلة معطوبة، ولم يحدث من قبل ان حاولت القوة وحدها احتكار منظومة القيم، وتعاملت مع البشر كقطيع في اسطبل كاليغولا !!!
الدسنور - الاحد 15/4/2018