الضربة العبثية!
لا يمكن وصف الضربة الصاروخية الاميركية البريطانية الفرنسية لسوريا فجر أمس سوى بكلمة “عبثية”، فهي لم تدمّر المنشآت المفترضة التي تُصنّع الاسلحة الكيماوية، أو أضعفت الجيش السوري وحليفيه الرئيسيين روسيا وإيران، بل قد يكون العكس تماماً هو النتيجة.
ومن الواضح أن دونالد ترامب أراد أن يُثبت أنّه عند ما جاء في تغريدته الشهيرة، لا أكثر ولا أقلّ، ومن متابعة الاعلام الاميركي يمكن ملاحظة حالات السخرية الشديدة من المحللين السياسيين والاستراتيجيين الذين اعتبروا القرار يمثّل الرئيس ولا يمثّل الولايات المتحدة.
وكما كان متوقعاً، فالواقع على الأرض لم يتغيّر لصالح حلفاء واشنطن السوريين، بل لعلّه أعطى للنظام وحلفائه قوّة إضافية، وكما أعلن وزير الدفاع الأميركي أنّه يتوقّع حملات اعلامية وقد بدأت فعلاً، فالناطق الروسي يؤكد اسقاط أكثر من سبعين صاروخاً، بمعنى أنّ ما قاله ترامب من تهديدات لم يكن دقيقاً.
ومن الطبيعي أن تكون موسكو فرحة بهذه النتيجة، فواشنطن تُثبت أنّها لم تعد القوة الوحيدة المسيطرة على العالم، وهي تذهب من فشل إلى فشل في حملاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.
السبيل - السب 14/4/2018