معركة سوريا حسمت لصالح روسيا
في ظني أن المعركة في سوريا حسمت لصالح روسيا، ولم يعد للأمريكان والغرب مجال واسع للمناروة هناك.
الغرب لا يريد دعم المعارضة التي تستطيع إسقاط الأسد، وهي معارضة مجربة استطاعت السيطرة على معظم رقعة سوريا وحصرت الأسد داخل العاصمة دمشق، قبل أن يتفتق ذهن النظام وحلفائه بتشجيع وتوليد ورعاية منظمات إرهابية جعلت همها الأول قضم الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، ثم تشويه صورة الثورة السورية.
الغرب ظل صامتا على الحرب الشرسة التي شنتها روسيا ضد تلك المعارضة منذ دخولها المباشر على خط أزمة سوريا، فلم تشغل موسكو نفسها بمحاربة تنظيم الدولة، بل تركت المهمة للغرب في حين انشغلت بكسر ظهر المعارضة التي كانت تهدد نظام الأسد.
انقشع غبار المعركة وإذ بالغرب استطاع هزيمة تنظيم الدولة بالتعاون مع معارضة اشترطت عليها استخدام السلاح الغربي بوجه الأسد، وهي معارضة لا يهمها إسقاط الأسد بقدر ما يهمها بناء كيان خاص بها، وإذ بروسيا استطاعت هزيمة المعارضة المقبولة التي تريد إسقاط الأسد، وخرج الأسد في نهاية المعركة على أنه المنتصر الوحيد، فوجد الغرب نفسه أمام نظام الأسد من جديد لكن دون أي معارضة مسلحة قادرة على تغيير خريطة الوضع.
الكلمة السر في بقاء النظام السوري كانت وما زالت هي "ما البديل؟"؛ الغرب والكيان الصهيوني على وجه الخصوص لا يريد أن يكون بديل الأسد في السلطة معارضة مسلحة تمثل توجها إسلاميا سنيا، وعند هذه النقطة بالذات يتفق الجميع؛ أمريكا والغرب وروسيا والكيان الصهيوني وإيران.