لوغاريتمات عربية !!
لم يسبق للعرب في العصر الحديث ان التأموا كجرح يمتد بين محيط وخليج كما حدث هذه الايام في موقفهم من الولايات المتحدة، فهم بلا استثناء ضد مواقفها خصوصا في العمليات العسكرية الثلاثية على سوريا، وقد يبدو هذا الكلام حلم يقظة او ضربا من الهذيان السياسي، لكن الامر يتطلب على ما يبدو فك اشتباك بين مفاهيم تداخلت، واليكم التفصيل..
فالعرب الذين غضبوا من امريكا وشجبوا عدوانها وتظاهروا واحرقوا اعلاما، كان سبب غضبهم هو استباحة اوطانهم وانتهاك سماواتها والنيل مما تبقى على قيد التاريخ من سيادتهم، ولدى هؤلاء من الاسباب والدوافع الوطنية ما يشهرونه كالسيوف في وجوه خصومهم الذين يقفون على الشاطىء الاخر.
والعرب الذين انتظروا بفارغ الصبر حملة عسكرية على غرار تلك التي اعادت العراق الى القرن التاسع عشر، كما قال الجنرال شوارتسكوف غضبوا من امريكا لأنها اكتفت بعملية عابرة دامت اقل من ساعة فقط، والمطلوب بل المرجو من واشنطن ومايسترو التغريدات الطريفة والكوميدية احيانا هو تكرار ما حدث في العراق وفي الموعد ذاته..، فالولايات المتحدة وبريطانيا تتمتعان بذاكرة تحفظ التقاويم بدقة، اما العرب فقد اصابتهم نوبة من الزهايمر السياسي لهذا لم يربطو بين التاسع من نيسان عام 2003 والتاسع منه وما اعقبه من الايام الثلاثة عام 2018، ولم يربطوا ايضا بين موعد نقل السفارة الامريكية الى القدس في الرابع عشر من ايام هذا العام، وبين هذا التاريخ عام 1948 .
ان ما يحدث لنا هو تنكيل بعد القتل، وسلخ للشاة والبعير معا بعد الذبح، لهذا فالحصانة ضد الالم بلغت حد التّمسحة!!
الدستور - الاثنين 16/4/2018