لهذا تفضل واشنطن الدكتاتور
بدون سابق إنذار أوصل الزعيم الكوري الشمالي العالم إلى حافة حرب نووية، فأطلق العنان لجيشه وعلمائه بتطوير واختبار صواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية. ليس هذا فحسب بل هدد بتدمير جزيرة غوام الأمريكية. بالتأكيد صفق له الشعب والجيش طويلا لأنه الزعيم القوي القادر على مواجهة الامبريالية العالمية وحده!
وبدون سابق إنذار يقرر الزعيم الأوحد إيقاف التجارب وإغلاق موقع نووي ولقاء الرئيس الأمريكي زعيم الامبريالية العالمية! وكان قبل ذلك التقى مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى!! بالتأكيد صفق له الشعب والجيش كذلك طويلا لأنه الزعيم الذي لا يخشى لقاء زعيم الامبريالية!! ولا يخشى إيقاف تجاربه حتى قبل أن توقف أي من العقوبات الكثيرة المفروضة عليه!!
واشنطن والأنظمة الغربية يروق لها، بل تفضل أن تتعامل مع أنظمة دكتاتورية؛ القرار الأول والأخير فيها للزعيم. لأنها بذلك تختصر على نفسها مشقة البحث عن عناوين مناسبة لتمرير سياستها في تلك الدولة. العنوان معروف، والتأثير يمكن أن يكون سهلا جدا، يكفي معرفة نقاط ضعفه، ومعرفة ما يحب وما يكره، معرفة ما يفضله من طعام وشراب، ما يفضله من الملابس، من يفضلها من النساء، ومن له القدرة على التأثير عليه.
أما التأثير في سياسة دولة ديمقراطية فهي عملية معقدة وصعبة، لأن القرار ليس محصورا في شخص واحد.
لذلك لا يروق للقوى الكبرى التعامل مع أنظمة ديمقراطية.
السبيل - الاحد 22/4/2018