إلى الزوجات الصغيرات!
-1-
الصبر مفتاح الفرج، ربما تبدو عبارة فاقدة للبريق لكثرة استعمالها، ولكثرة استعمال الصبر أيضا، لكن الصبر كان وسيبقى كذلك، الصبر ليس ضعفا ولا استسلاما للظلم، بل هو جائزة كبيرة لمن حاصرته الحية فقرر أن يواجهها بقوة الاحتمال، حينما تعجز عن تغيير ما حولك، عليك أن تغير نفسك (ولو مؤقتا) كي تستطيع احتمال ما يحيط بك، وكي تصبح الحياة ممكنة أكثر وصالحة للاستهلاك البشري!
هذه نصائح ليست مجانية، بل نابعة من احتراق مع ما قالته لي إحداهن، وهي تبكي دما بدلا من الدموع، يا ابنتي، سأقولها لك بملء الفم، الصبر ليس ضعفا، ولا هزيمة، بل هو علاج رباني للمشكلات المزمنة، وهو كفيل بتفكيكها وتحويلها إلى ذكرى، فقط حاولي أن تصنعي داخلك عالما آخر، عالما يفيض عليك بمشاعر أخرى غير ما هو موجود حولك!
ولعل فيما يلي مما فاض به القلم يوما ما، من نصائح في البحث عن السعادة، ما يفيد في تجاوز ما أنت فيه، وغيرك ممن هدتهم الهموم!
-2-
مفتاح السعادة؛ أنْ تشعر بالسعادة حينما تُسْعِد الآخرين!
لا يوجد سعادة لننتظرها، السعادة هي اللحظة الراهنة!
لو أدرك الأشرار مقدار السعادة التي سيشعرون بها حينما يسعدون الآخرين، لما مارسوا نذالتهم وخستهم وخيانتهم أبدًا!
الأشخاص الذين لا يشعرون بلذة العطاء، وسعادة إدخال الفرح إلى قلوب الآخرين، لم يعرفوا سِرَّ السعادة قط!
بعض الأخطاء التي نقع فيها، لا نتعلم منها، لأنَّها جزء من شخصيتنا، ولأننا مستعدون للوقوع فيها مرات ومرات، ولعلنا نشعر بالسعادة لارتكابها!
ربما لا تزيد لحظات السعادة التي تمر في أعمارنا عن كمية الملح في الطعام، كمية قليلة صحيح، لكن لا طعم للأكل من دونه، ولو زاد لأفسد الطبخة!
كثيرًا ما نبحث عن السعادة حولنا، لكننا نكتشف متأخرين، أنَّها داخلنا!
بعضنا مُتخمٌ بالسعادة، والسكينة، حتى إنَّه يبحث عن بعض النكد؛ لكسر رتابة الفراغ!
-3-
ربما علينا أن نضحي حتى بنا أحيانا، من أجل من تسببنا نحن بوجودهم في هذه الحياة، أعني أطفالنا، هؤلاء لا ذنب لهم إلا أنهم أبناؤنا، ومن حقهم علينا أن نبذل كل ما يمكن لتوفير حياة هانئة لهم، هذا ليس تبرعا منا أو منة عليهم، هذا واجب، فنحن اخترنا أن نكون آباءهم وأمهاتهم، وليس من المرؤوة خذلانهم، أو التخلي عنهم، بهدم البيت على رؤوسهم، قرأت في قصص الأولين، مما روته أمهاتنا منذ قديم الزمان، أن ما مررن به من اختبار مع الأزواج كان كافيا لأن تكون أكثر من نصف أسرنا مفككة بفعل الطلاق، لكن أمهاتنا صبرن وتحملن حماقات الآباء سنوات طويلة حتى عادوا إلى رشدهم، واعترفوا بأخطائهم، ربما في حياة كثيرين منا فترة من غياب العقل والرعونة، وانعدام الإحساس بالمسؤولية، فإن صبرت الزوجة أبحرت سفينة الأسرة إلى بر الأمان، وان لم تصبر تفجر البيت، وسقط السقف على الجميع، فالصبر الصبر فهو مفتاح الفرج، يا ابنتي!
الدستور - السبت 28/4/2018