ترمب.. احتفاء بالسفارة أم احتفاء بالتطبيع؟
لق الدكتور خليل جهشان المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن من على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على اعلان ترمب إمكانية مشاركته باحتفالات الكيان الاسرائيلي بنقل السفارة الامريكية الى القدس بالقول: "هل سيبقى أي مسؤول في البيت الأبيض في 14 مايو/أيار القادم يوم افتتاح مقر "السفارة الأمريكية المؤقتة" في القدس؟ من سيستقبل الضيوف والجمهور في واشنطن؟ لماذا لا يعلنها ترامب عطلة وطنية؟".
اعلان ترمب امكانية مشاركته في افتتاح السفارة الامريكية في القدس المحتلة الى جانب ابنته ايفانيكا وصهره جاريد واكثر من 40 عضوا في الكونغرس الامريكي يعكس حجم الانغماس الامريكي في الملف الفلسطيني؛ انغماس يفاقم حالة اللاستقرار في المنطقة، ويدخلها في اتون فوضى سياسية وامنية كبرى لصالح حسابات امريكية داخلية آنية التأثير والفاعلية.
فأمريكا تتجاهل التطورات الميدانية على الارض، وتعول بقوة على التطبيع، وعلى نشاط الدول العربية لاحتواء الآثار المتراكمة لحراك مسيرة العودة في قطاع غزة؛ رهان لن يغير الحقائق على الارض وحالة الهلع التي تسود الاوساط الاسرائيلية؛ نتيجة تواصل الفعاليات السلمية في القطاع والتي من الممكن ان تصل الى ذروتها في 15 أيار تغذيها الاحتفالات الاستفزازية بنقل السفارة وبتهجير الفلسطينيين عام 1948 من أرضهم.
فنزعة التصعيد المتهورة التي تتبعها الادارة الامريكية في فلسطين المحتلة تشير الى حجم المأزق المزدوج الذي يعانيه الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة بانطلاق فعاليات مسيرة العودة منذ خمسة أسابيع مضت، كما ان الاجراء دليل قوي على ان القمة العربية التي عقدت في الرياض لم تكن رادعة للادارة الامريكية؛ إذ لم تتجاوز الشعارات خصوصا بعد اللقاء الصحفي المنشور على موقع ايلاف السعودي مع ليبرمان، والذي تحدث فيه صراحة عن ان هناك نوعاً من العلاقة والتنسيق بين السعودية والكيان؛ ما يدفع نحو التساؤل: هل يرغب ترمب بالاحتفاء بالسفارة ام بالتطبيع مع العرب بهذه المشاركة؟
تطبيع العلاقة مع الكيان ليست تخمينات؛ فالمقابلة التي اجراها الموقع الالكتروني السعودي ايلاف مع وزير الحرب الصهيوني ليبرمان تشير بوضوح الى المناخ الذي تحاول الادارة الامريكية الكيان تخليقه من خلال خلق روابط قوية بين هذا التقارب والدبلوماسية الامريكية وبين جهود التطبيع ومواجهة ايران في خطوة تتجاهل التطور الميداني والحراك الفلسطيني في قطاع غزة بشكل لافت، فهو العائق الذي يقف عقبة امام طموحات التطبيع، وتخليق منظومة جديدة في الاقليم.
الكثير من المفاجآت المتوقعة في يوم النكبة، فرغم الثقة المفرطة التي تبديها الادارة الامريكية، والتي تمكنت مؤخرا من الاستفادة من حالة التبريد للملف الكوري؛ ما يسمح لها بالتفرغ ظاهريا للملف الفلسطيني الساخن، غير ان هذا الرهان سيعاني الفشل في حال تصاعد الحراك في الضفة الغربية، وتحوله الى هبة شعبية، خصوصا اذا استمر الحراك بصورته السلمية في قطاع غزة، وفشل الكيان في استدراج الفلسطينيين إلى مواجهة مسلحة واسعة.
السبيل - الاحد 29/4/2018