انتخابات حزب جبهة العمل الإسلامي
تعجبني ديمقراطية الاخوان المسلمين الداخلية، فهي ليست جديدة، عتيقة واصيلة، لذلك تجدها تسير دون تشويش، ويتقبلها الجميع بروح ديمقراطية عالية.
انا شخصيا اجزم ان اخوان الاردن يعيشون في داخلهم تدافعا صحيا عنوانه الصندوق، ونبراسه حكم الاغلبية مع الاحترام الكبير للاقلية ولموقفها ولوزنها.
طبعا تجربة اخوان الاردن مع تداول السلطة ليست جديدة، بل هي الاقدم في البلد والمنطقة، ويكفيك ان تراقب لعبة كراسي المواقع المتبدلة في الحزب والجماعة لتدرك اننا نقف امام ظاهرة صحية منطقية.
خصوم الاسلام السياسي، المؤدلجين، ينكرون تلك الميزة، يتجاوزن عنها، يحاولون دائما تلفيق قصة "السمع والطاعة" على انها بعد استبدادي داخل الحركة الاسلامية رغم انها توظف اسلاميا من خلال القبول بنتائج الديمقراطية.
يوم اخر، وطني وفاتن، عاشته الحركة الاسلامية في الاردن اثناء انتخابات الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي، فقد تم توسيع قاعدة الناخبين، لتشمل عينة ممثلة اوسع من مجلس الشورى، وتلك ميزة اصلاحية جديدة.
لن اتوقف عن الاسماء التي فازت، فهذا خيار قواعد الحركة الذي يجب احترامه والالتزام به، لكن ما يلفت بعد رقي الممارسة، ان هناك في القواعد ثقافة ادراك عالية لتمثيل الجميع من كل الالوان الموقفية.
هذا شاهدناه في اختيار الاعضاء الـ18 المكملين لمقاعد مجلس الشورى، هنا ظهرت بوضوح رغبة التوازن، ظهرت حالة الوعي العامة التي تجتاح الحركة الاسلامية راغبة بعبور المرحلة بسلام وبراغماتية.
اسجل مرة اخرى اني معجب بطريقة اداء الحزب، واعتقد جازما انه آن الاوان للدولة كي تعترف بضرورة حلحلة الازمة مع الحركة الاسلامية.
هذا الوعي الراقي، والاداء المنضبط، يخدم البلد، يحافظ على البلد، يحتاجه الوطن، ولا سيما في هذه الفترة العطيبة التي تتكالب فيها التحديات، واتمنى ان يتم التقاط الاشارة.