يوم ساخن في فلسطين
تتوجه الانظار والقلوب، اليوم الاثنين، 14 ايار، الى فلسطين، ذلك ليس بسبب ذكرى النكبة الاعتيادي، بل هناك تطورات ضخمة يشهدها المشهد الفلسطيني.
اليوم ستقوم واشنطن بنقل سفارتها الى القدس، وهو سلوك آثم غير مسبوق في انحيازه الاعمى للاسرائيلي، ويدرك اهل فلسطين، ان ممانعتهم لهذه الخطوة يجب ان يكون بمستوى متقدم، يمهد لفرملة كل الخطوات الآثمة القادمة.
في غزة تنتظر اسرائيل "التسونامي البشري" الفلسطيني نحو السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة، ويقال انها توصلت إلى توجه مجمع عليه، سياسيا وعسكريا، بمنع المتظاهرين من اجتياز الحدود، بأي وسيلة.
لكنها تعتقد أنه كلما ارتقى المزيد من الشهداء، فإن حجم الغضب الفلسطيني سيزداد، مما يجعلها في معضلة للبحث عن كيفية منعهم دون إسالة دمائهم، رغم الحديث العلني الصاخب في الإعلام الصهيوني.
نراقب غزة من كثب، ونأمل ان تتمكن من تحشيد المزاج العام كله، في عموم فلسطين، ونرجو ان يكون للضفة الغربية مساهمة ثقيلة، في هذا اليوم الفارق من عمر القضية الفلسطينية.
الاخبار القادمة من القدس تتحدث عن تحويل المدينة الى ثكنة عسكرية، استعداداً لنقل السفارة، ورغبة بمنع الفلسطينيين من عرقلة صفاء المناسبة الغادرة.
على الطرف الآخر، يستعد فلسطينيو الداخل لصياغة أوسع مشاركة في النشاط الذي سيجري اليوم في القدس، مظاهرة مناهضة نقل السفارة الأمريكية، ذلك بالتنسيق والشراكة مع القوى الوطنية والمرجعيات الدينية في المدينة.
الاسرائيلي يعيش نشوة الانتصار، ربما لم يشعروا بها منذ 1948، لذلك يجب ان يكون الرد الفلسطيني مؤلما واستراتيجيا، مؤلما بزخمه وتفاعل الكل الفلسطيني معه.
واستراتيجي من ناحية التأسيس لانتفاضة شعبية مدنية، ترعب العالم، وتحرج اسرائيل امام الدنيا، وتؤكد ان الفلسطيني رقم لا يمكن العبث به او التجاوز عنه.
حماس الحاكمة في غزة ستطلق العنان للجماهير كي تربك العدو، لكن خشيتي تكمن في الضفة التي ارى انها تعيش برودا غير مقبول، واتمنى مرة اخرى ان تتحرك لتتحرك الدنيا معها.
على كل الاحوال، اليوم سيكون ساخنا في عموم فلسطين، وصحيح ان الروافع الاقليمية باتت معطوبة في دعمها للفلسطينيين، لكن ستبقى الصيغة الذهبية دائما قائمة، وهي "ان الطرف الفلسطيني رغم ضعفه قادر على خلط كل الاوراق والمؤامرات"، فكل التوفيق لهم هناك في ثغور غزة والضفة والقدس.
السبيل - الاحد 13/5/2018