اليهودي كوشنير.. هل نسي نفسه أم وجدها؟
كان منتشيا جدا في حفل نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ليتوج مجهودا بدأه بإخلاص في سبيل الدولة اليهودية.
لقد تحدث عن فخره واعتزازه، كان الأكثر سرورا وسعادة بين الحضور هو وزوجته.
قال كوشنير، ذو الأصول اليهودية، إن "إسرائيل هي الوصي المسؤول عن القدس وما فيها".
خطيرة جدا كلمات كوشنير تلك، ترى هل نسي كوشنير نفسه، ونسي معارفه القانونية ولياقته الدبلوماسية؟
كلا.. كوشنير يقول إن إسرائيل هي الوصية الحقيقية على كل ما في القدس من مقدسات إسلامية ومسيحية؛ على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. وهو بهذا ينسف أي حق عربي أو إسلامي حتى مسيحي في إدارة أو الإشراف على شؤون المقدسات في القدس.
كوشنير لم ينس نفسه حين قال ذاك الكلام، بل لقد وجد نفسه حين وجد نفسه يقف في حفل انتصار الفكرة اليهودية على ما سواها، وفي حفل يعد استكمالا لمؤتمر بال في سويسرا عام 1897 بقيادة الصهيوني ثيودور هيرتزل.
حين قال كوشنير هذا الكلام كان منسجما مع ذاته ومع أفكاره ومع جهوده "المخلصة" التي أهلته أن يقف ذلك الموقف، ليسلم القدس ومقدساتها على طبق من ذهب لـ"شعب الله المختار"، وليذهب الـ"الغويم" مسلمين ومسحيين إلى الجحيم.
بعد ذلك ليس من المقبول أن نرى مسؤولا أردنيا يقابل هذا الكوشنير أو يحادثه أو يفاوضه.
السبيل - الاربعاء 16/5/2018