من بحر الدنمارك إلى بحر غزة
العدو الاسرائيلي يبحث عن تغطية لجرائمه ضد الفلسطينيين في غزة التي نالت اخيرا من الآلاف منهم فوجد اقتراحا يقدمه بفتح معابرها اضافة لتوسعة مساحة الصيد، والعدو الماكر يريد ايضا من وراء ذلك وضع الكرة بالملعب الفلسطيني اذا ما استمرت مسيرات العودة وذلك ايضا للتغطية على جرائم جديدة يستعد لاقترافها، والعدو بطبيعة الحال ليس حنونا ولن يكون كذلك يوما ولكنه وجد نفسه محل انتقاد واتهام من جهات انسانية كثيرة اضافة للعديد من الدول الاجنبية التي طلبت تحقيقا بمجازره الاخيرة.
قبل المقترح الاسرائيلي هذا عمد السيسي الى اعلان فتح معبر رفح طوال شهر رمضان وهو اذ يفعل ذلك فإنه بذات سوية الهدف الاسرائيلي كون العالم كله شاهد دورا مصريا هزيلا في مجمل المناسبات السياسية والامنية الاخيرة فأراد ان يوجه الانظار الى عامل فتح المعبر طوال رمضان وقد تناسى كم الاغلاق يستمر طوال الوقت بما يؤمن خنق غزة والانتقام من اهلها، واذا كان مفهوما الفعل الاجرامي الاسرائيلي كونه عدوا فكيف يمكن فهم اغلاق مصر لرفح كمشارك اساسي في الحصار؟
غدا ستنطلق باخرة محملة بالمواد الطبية من الدنمارك نحو غزة لكسر حصارها وليس من جدة عروس الاحمر ولا من الاسكندرية لؤلؤة الابيض، وقبل ذلك انطلقت سفن عدة ليس منها واحدة من شاطئ عربي، ولا يتم التخاذل بذلك وحسب وانما بما هو اكثر واشد لؤما، فمصر منعت اخيرا الطائرات التركية من الهبوط لنقل جرحى مجزرة غزة لتلقي العلاج في مشافيها، ولم يسمح للاردن سوى باستقبال سبعة من اصل اكثر من 1500 مصاب، وغزة بكل ما لديها طبيا فإنها اعجز من متابعة بضع مئات وحسب، وتعزيز المستشفى الاردني الميداني يظل جيدا رغم انه اضعف الايمان لانعدام غيره من كل العرب، فكيف لا يمكن ان نحب الدنمارك اكثر.
رئيس سلطة رام الله قيد العلاج في مسشفى حاجزا جناح ملكي ومحاط بالاطباء من مختلف التخصصات رغم انه لم يلق يوما حجر على العدو، لا بل انه كثيرا ما كان مانعا للمقاومة ومساهما في محاصرة المقاومين واعتقالهم، وهو بالمقياس التحرري الوطني لا يستحق اكثر من سرير في كردور اي مستشفى، فأولى منه بالعلاج اي طفل غزاوي اصيب وهو يقاتل بحجر ويقف شامخا امام دبابة.
السبيل - الاثنين 21/5/2018