طائرات ورقية من سجيل
ما عاد الحال نفسه ولا الزمان والناس ليس هم الذين كانوا قبلا والدنيا لم تعد بخير وضياع يلف الجميع وكل يبحث عن لا شيء ويجد ما تيسر من كذب وخداع دائما، وهنا الذين لا حول لهم وقوتهم تذهب هدرا وتكفيهم لقمة عيش مغموسة بالطين وذل الحاجة ويستمر السطو من ذات اللصوص وليس مهما القتل ويريدون تعويض ضحايا الصوامع برواتب من الضمان الاجتماعي باعتبار ذلك عملا كريما.
والذين لهم خيار الموت او الموت يختارون ولا يظنون ببديل ويكفيهم من الموت سترا رغم جنازات بائسة بأكفان من قماش خام مغشوش اعد خصيصا لهم، ولا شفيع سوى حارس مرمى يعد بطلا كلما صد ضربة رغم ما دخل مرماه والشعب من خوازيق، ولا تنجب الحرة هنا حرا ولا حتى الموؤدة تسأل بأي ذنب قتلت رغم علانية الذبح والعروض في سوق النخاسة.
ولم يعد في البال اغنية ولا ناي حزين والتنهيدات حسرة ولم تعد الاشواق تنتحر وقد فقدت حرارة الدم، والروح بلا حياة والهائمون على كرامتهم يتساءلون عن سر اسعار الملوخية والبامياء في رمضان رغم ندرة بندورة رحابا الاربدية وتسيد دجاج الوطنية بفتوى شرعية.
ويقولون صوما مقبولا بعلبة ماء وحبة تمر نيابة عن المتكرشين الذي باتوا بلا رقبة ويصدقون بالواجب، وينبغي ان يتحول دوار صويلح الى ميدان بدرجة مزار عسى في ذلك عبرة ما اي كان نوعها. وفي القدس رفض المصلون وجبات افطار مقدمة من الامارات وانهوا صلاتهم على حجر يرونه من سجيل، واكتفوا بقليل يمكنهم من ان يكونوا اكثر من ابابيل، وعلى مواقع التواصل تنتشر صورة لغزية ترمي واحدا فيها كل الشرف وتقارن مع راقص شرقي يظن فلسطين تحتل اليهود وتسود فرحته والمتابعين عندما يفوز بكأس بطولة الخلاعة، وقد نال المنديل الذي لفه على اسفل خصره اعجابا خاصا وصار مطلوبا لتقديم عروضا مقابل نفط وتكتفي الغزية بالاستعداد ليوم جديد فيه حجارة اكثر وطائرات ورق من سجيل.
سيموت الموت نفسه في فلسطين، ولن يبقى فيها اي كافر ولا اي خائن وموت قريب سينالهم، ولسوف يسمع الناس قريبا نفوق احدهم صدق في زمن التيه انه يمثل شعب الجبارين، وهو في مجمله اقل من ان يعتني بنفسه وانجاله كما ينبغي للبشر.
السبيل - الخميس 24/5/2018