تركيا وإندونيسيا تقودان القاطرة
عندما سحبت تركيا سفيرها من واشنطن ومن دولة الكيان الإسرائيلي ثم طردت السفير الإسرائيلي من أراضيها؛ وذهب رئيسها أردوغان إلى ابعد من ذلك بالقول إن الإدارة الأمريكية كانت شريكا في المجزرة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في غزة من خلال نقلها السفارة الأمريكية إلى القدس.
علق البعض على الموقف التركي بأنه حملة دعائية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية؛ حجة تعتبر مديحا للأتراك، فرهان المرشحين على الكتلة التركية الرافضة الوجود الصهيوني على ارض فلسطين وليس على الكتلة المهادنة والمطبعة في المجتمع التركي.
بالرغم من ذلك الجدل لا يمكن أن يتوقف حول الدوافع التركية؛ إلا أن سلوك تركيا ممثل برئيسها أردوغان أحرج العديد من الدول العربية التي خرجت ببيان في القمة الطارئة لوزراء الخارجية تدعو إلى سحب السفراء من واشنطن؛ بيان لم يطبق أحد من المصوتين عليه في الجامعة العربية شيئا حتى الآن؛ في المقابل بادرت اندونيسيا وبعد القمة الإسلامية في اسطنبول إلى إجراءات ضد الكيان أوقفت بموجبه تقديم التأشيرة لمواطني الكيان ومنعت دخولهم البلاد.
لا شك أن تركيا رسمت مسارا سياسيا ودبلوماسيا متطورا للمواجهة مع الكيان الإسرائيلي من خلال سلسلة الإجراءات التي اتبعتها، إذ أسهمت في تراجع العديد من الدول الإسلامية عن إجراءاتها التطبيعية مع الكيان كاندونيسيا التي تقدمت الصفوف.
تركيا اليوم تذكرنا بمصر في الخمسينيات والستينيات عندما دعم عبد الناصر الجزائريين في ثورتهم ودفعت مصر أثمانا باهظة لقاء موقفها؛ إلا أنها حققت انجازا كبيرا أهلها لقيادة العالم العربي والإسلامي لعقد من الزمن؛ تركيا اليوم بموقفها الصلب والمتطور من القضية الفلسطينية تذكر بأن القيادة والدور الإقليمي لا يشترى بالمال أو بالشيكات المدفوعة أو باستجداء الخصوم والقوى الكبرى وإنما بالتماهي مع شعوب المنطقة وتمثيل مصالحها الحقيقية في المنطقة.
السبيل - الخميس 24/5/2018