من قصص النصب!
أنا كنت متزوجة وفجأة صارت خلافات بيننا، ورمى عليّ يمين الطلاق، وقال لي تعالي معي على المحكمة لتطلقي ولتتنازلي عن كل شي وتأني يوم أرجعك، ورحت معه،
وبعد يوم من طلاقنا بحكي لي: ضحكت عليكِ!
وكنت قد أخذت له قرضا قيمته 9 آلاف دينار، وما دفع وهلا رح يعممه على اسمي وأنا عندي طفلتان صغيرتان وما بقدر اطلع اشتغل وأسدد المبلغ، لأنه معمم علي، شو رأيك؟ هاي قصتي!
أسكن بيتا بالإيجار، ومعي أمي وبناتي، شو رأيك؟
هذا ما كتبته لي، صمت وقتا يشبه الدهر، ولم اجب، فماذا عساي أن افعل، وثمة قصص كثيرة ربما تتشابه في بعض تفصيلاتها، لكن فحواها كلها: الحاجة والفاقة والعسر، والتهديد بالسجن، أو حتى الدخول إليه!
قلت: ماذا يمكن أن يفعل كاتب صحفي مثلي إلا أن ينشر قصتك؟
قالت: وهذا هو المطلوب، لعل وعسى!
وها أنا ذا أفعل، لعل وعسى!
-2-
هذه قصة واحدة من قصص جديدة جاءت إلينا مع الضيق الاقتصادي الذي نعيشه، ويبدو أن قريحة «أولاد الحلال» بدأت تتفتق عن إبداعات جديدة بسبب الفقر والحاجة، لم نكن لنشهدها لولا أننا في ظرف اقتصادي حرج، ومن هذه الإبداعات ما وصلني قبل فترة من تحذير شديد، يتضمن ما يلي..
تقف بسيارتك أمام أحد المولات أو الأسواق، لتشتري شيئا ما، ثم تعود لتجد أن أحدهم وضع سيارته خلفك مباشرة، تبدأ بإطلاق التنبيه لعل أحدا يطل عليك فيحرك السيارة، ولكن لا أحد يستجيب، تبدأ تدور وتلف حول السيارة اللعينة التي سكرت عليك الطريق، فتجد أنها مفتوحة، تفتح الباب وتحاول تحريكها كي تمر سيارتك، وهنا تكون قد وقعت في الفخ! فجأة يأتي صاحب السيارة، ويبدي لك أسفه وأنت طبعا داخل سيارته، فتخرج كأي رجل محترم، وقد تبدي أيضا أسفك لأنك اقتحمت سيارته، ثم تحاول أن تمضي لسيارتك، وما هي إلا لحظات حتى يلحق بك صاحب السيارة صائحا بك: لقد سرقتني أيها الحرامي، تتعجب مما يحصل، وتكتشف بعد فوات الأوان، أن كل ما حصل هو فيلم أردني وليس هنديا، وأن عليك أن تدفع لصاحب السيارة أي مبلغ يطلبه، أو أن يجرجرك على المحاكم وربما السجن، لأنك «اقتحمت» سيارته، وكان فيها نقوده المزعومة، والقضية كلها متقنة الإخراج، ولا مجال لإنكارك فيها!
-3-
المهم...
نسأل الله تعالى أن يجنبكم مزالق النصب والاحتيال، وأن نجد لتلك السيدة المبتلاة بابا من أبواب الأمل، خاصة في أيام رمضان الخير التي نعيشها هذه الأيام!
الدستور - الاحد 27/5/2018