معادلة لا يحلها " الحَلال " !

المدينة نيوز – خاص – علي عرسان - : غدا حينما ينجلي موقف اللجنة المالية النيابية من مشروع قانون الموازنة سيتم تحديد جلسات النقاش من جديد ، ولسوف نسمع كل شيء إلا الإقتصاد ..
لسوف نسمع عن تزفيت الشوارع ، وتمديد الأنابيب وتصليح بوابير الكاز ، ولن نسمع أي شيء عن الإقتصاد ، عن علم الإقتصاد ، عن تحليل الأرقام ، عن النفقات والواردات .. كل شيء سنراه رأي العين إلا الإقتصاد .
لماذا ؟
لأن النواب الذين يفهمون بالإقتصاد ( مع احترامنا للجميع ) قلة ولا يعدون على أصابع اليد الواحدة ، ونظرة سريعة إلى ملفات الكلمات التي ألقيت في مناقشات الموازنة عبر مجالس نواب سابقة ، يتبين لنا أن هناك جهلا مطبقا بما يجري نقاشه ، فالموازنة وبنودها في واد ، والنواب في واد ..
لو يتخير النواب أشخاصا بعينهم من الفاهمين والعالمين ، فيوكلوا إليهم مهمة النقاش والتحليل لقلنا نعم ، وكنا قد وفرنا وقت المجلس ووقت الحكومة ووقت المواطن وخرجنا بنتائج ذات جدوى – ربما - ..
ما الذي يعنيه تقديم مشروع قانون الموازنة للنواب ؟ ..
يعني إنه لا يجوز للحكومة أن تنفق خلال العام من رأسها ، بل بقانون ، وهذا هو القانون .. ولا يحق للحكومة أن تنفق خارج الموازنة إلا بقانون ، وتلك هي الملاحق ، ويعني – وهو الاهم – أن مجلس الأمة – نوابا وأعيانا – هم المسؤولون عن إقرار أو عدم إقرار أو ترحيل الأرقام أو تبديلها من خانة لاخرى ، فأين ومتى رأينا ذلك ..؟؟؟
تناقش اللجنة المالية الموازنة وتضع تصورها من مفهوم أعضائها ،وليس شرطا أن يكون التصور موزونا بميزان الذهب ، بل لا بد من عرض قرار اللجنة المالية ليس فقط على المجلس كما يحدد الدستور ، بل على متخصصين من مشارب ومدارس اقتصادية أخرى يستعين بهم مجلس النواب حتى ولو بالأجرة ، فالنقاش لا يتوقف عند محمد الحلايقة وزملائه ممن نحترم تخصصهم ، وليس حكرا بالتأكيد على وزير المالية الدكتور المحترم محمد أبو حمور ولا على رئيس الحكومة الذي له الباع الطولى في تحديد المحدد بل وتفصيله أحيانا ، ولا على المجلس نفسه ، بل على مدارس فهمت معنى أن تنهار بنوك عالمية ، وتفلس دول وشركات ، وحددت ذلك بسبب واحد وحيد : أنها بنت كل أرقامها على وهم .. وشتان بين أن نرصد مليارا للنفقات الرأسمالية ونعد ببناء المدارس والمستشفيات ، وبين أن يكون مبلغ الـ 300 مليون دينار فقط ما ننتظره من خزائن المانحين ، مع أننا نعلم علم اليقين أن العجز لدينا مليار دينار ..
معادلة تعلم الحكومة أنه لا يقوى على حلها لا أبو حمور ولا الحلايقة ولا إبليس ، ولأجل ذلك فإنها تنتظر حتى " يحلها الحلال " ! .
علي عرسان