ما جرى في معان
آن الاوان ان تقف كل الجهات امام العنف الذي يتفجر في غير موقع ومكان وتوقيت ، تحت عناوين مختلفة.
البارحة كنا على موعد مع مدينة معان ، وإذ ترى صور حوادث العنف ، تهلع بشدة ، لاننا قبل يومين خرجنا من قصة الشيدية ، وقبلها بيومين خرجنا من قصة الجامعة الاردنية ، وقبلها قصة المدرجات وما تلاها ، وقبلها قصة السلط ، والعد لا يتوقف.
العنف الاجتماعي اياً كانت اسبابه المعلنة ، لا بد من معالجة اسبابه وجذوره.
تضع يدك على قلبك من هول المشهد ، وتخاف بصدق على هذا البلد واهله ، لان الاضطراب لن يترك احداً من شره.
لم يعد العنف بشتى صوره بحاجة الى شرح وتحليل ، والتفاصيل معروفة ، وما زلنا لا نعالج الملف بكل مافيه ، واذ تتأمل دول عربية من السودان الى مصر ثم فلسطين والعراق ولبنان ، تعرف ان الكارثة خطيرة جداً.
كل هؤلاء لديهم مصائبهم ومشاكلهم ، فيما نحن لا نعاني من احتلال ، ولا غيره ، لكننا نتفرج على انفسنا ونحن نأخذ البلد الى وضع صعب ، وكأن هذا الوضع اذا تم تصغيره واهماله ، سيتراجع للوراء.
ما هذا الوضع؟ ان لم نغرق في عنف المدرجات ، نغرق في عنف الانتخابات النيابية او البلدية ، والا فعنف الجامعات ، وفي حالات عنف النواب بين بعضهم البعض ، او ضد مواطنين او مسؤولين.
في جانب آخر فان الممتلكات العامة هي حق الناس ، فلماذا يتم الاعتداء عليها ، من مستشفى البشير بعد حادثة مباراة الوحدات مروراً بمحكمة معان ، وصولا الى مباني الجامعة الاردنية؟.
التكسير والتخريب يفاقم المشاكل ، فوق المشاكل الاصلية ، ولا احد يحرق ماله ومال غيره ، لان كل واحد فينا ساهم بدينار او اكثر في زجاج هذا المستشفى او ذاك ، وذاك المعهد او ذاك.
لنتوقف اليوم بقوة امام المشهد ، وقد قيلت تحذيرات كثيرة بحق العنف المجتمعي ، ولم تعالج هذه الملفات معالجة عميقة من جذورها ، اذ ان هناك رسائل غاضبة من الناس يتوجب الاستماع اليها والوقوف عندها ، قبل اللوم والتنديد بأي سلوك.
شعبنا ليس ظالماً ، لكنه يعاني من قضايا كثيرة ، ولا بد للرفق ان ينتصر ، ولصوت الناس ان لا يتحول الى صدى ، وان نقف جميعاً معاً من اجل ثبات البلد واستقراره.(الدستور)
حمى الله الاردن.