مرحلة فارقة وطريق صعب
البلاد تمر في مرحلة فارقة يتفق فيها رأس الدولة مع القاعدة في التوجه؛ هذا ما قاله الرزاز يوم أمس الأول في لقاء مع الأمناء العامين للأحزاب؛ وأضاف الرزاز علينا أن نقتنص هذه الفرصة اقتناصا وأن نمشي في هذا الطريق الطويل والصعب معا.
تصريح الرزاز يعتبر رسالة موجهة لكل القوى المجتمعية والسياسية في الأردن؛ تصريح جاء في معرض شرحه للعقد الاجتماعي الجديد بين الدولة والمجتمع وفي معرض توضيحه لآلية تشكيل الحكومة الجديدة؛ وأخيرا جاء في إطار حديث مطول عن ضرورة ربط الإصلاح الاقتصادي بالإصلاح السياسي؛ فلا إصلاح اقتصادي بدون رقابة وشفافية ومحاسبة.
المضمون الذي قدمه الرزاز أمام أمناء الأحزاب لم يختلف في المضمون عما قدمه في لقائه مع النواب؛ إذ أكد أهمية الوصول إلى حكومة برلمانية وأكد ضرورة ربط الإصلاح الاقتصادي بالإصلاح السياسي؛ فالرحلة طويلة وليست سهلة بحسب ما يقول الرزاز مضيفا: يجب أن نكون واقعيين وفي نفس الوقت مؤمنين بإمكانية التغيير والتطوير وان نعمل معا بكل تشاركية ويقصد هنا نواب الأمة في البرلمان.
حظي الرزاز بثقة الملك عبد الله الثاني؛ وهو بحق يمثل توجهات طالما عبر عنها رأس الدولة؛ إذ حمل الرزاز رسالة على كافة القوى السياسية والمجتمعية؛ التي باتت مطالبة بالتقاطها والتفاعل معها بايجابية كبيرة؛ فمضمون لقاءات الرزاز مع النواب والأحزاب تؤكد وجود إرادة حقيقية للتغير والإصلاح في كافة مناحي الحياة العامة في الأردن وصولا إلى دولة مستقرة قادرة على مواجهة التحديات.
المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات التي ستقف عائق أمام حكومة الرزاز إلا أن الثقة الملكية والتفاعل الايجابي للقوى السياسية والمجتمعية والبرلمانية مع حكومة الرزاز ستفضي على الأرجح إلى تطور جزئي في حده الأدنى في الحياة الاقتصادية والسياسية في الأردن يمكن البناء عليه وتطويره
بفاعلية مستقبلا؛ فقدرة الرزاز على إدارة حوار مجتمعي وسياسي واقتصادي كبيرة جدا؛ فالرجل يملك مؤهلات وثقة ملكية تتيح له المجال لإدارة الحوار.
فتوافق إرادة صانع القرار ورأس الدولة فرصة مدعومة بفرصة أخرى ممثلة برئيس وزراء يتمتع بمؤهلات عليا فكريا وسياسيا تؤهله لإدارة حوار مجتمعي وإطلاق إصلاحات سياسية واقتصادية ايجابية؛ فرصة يجب استثمارها وعدم تضيعها في مناكفات سياسية بل بخطوات وإجراءات عملية تسرع عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي.
أخيرا؛ حديث الرزاز عن فرصة كبيرة متولدة عن توافق إرادة رأس الدولة مع القاعدة لصياغة عقد حديث جاد ورسالة مهمة يجب التقاطها والبناء عليها؛ توافق يحتاج إلى مسارعة حقيقية للتفاعل معه والتقدم خطوات نحو الأمام.
السبيل - الاربعاء 13/6/2018