مسيرة رام الله لرفع الحصار عن غزة
مساء الأحد انطلقت في رام الله مسيرة شعبية تطالب برفع العقوبات عن غزة، شارك فيها عدد لا يستهان به من الناس، وعند قراءة انتماءاتهم السياسية، تجد أنهم من جذور وسيقان متنوعة.
هذه المسيرة كسرت حاجز الصمت المطبق والمتواطئ مع سلطة رام الله تجاه سلوكها القاسي الموجه لغزة، وباعتقادي أن المسيرة تؤكد أن ثمة شقوقا بدأت تظهر في مدماك تماسك حصار السلطة لغزة.
حاول المشاركون فيها أن تكون مسيرة بعيدة عن احتمالات التجيير لحماس، أرادوها فلسطينية مجردة، واعتقد أنهم نجحوا نسبيا في ذلك، وكانوا موفقين في اليافطات التي ارتفعت والشعارات التي رددت.
الأروع في مسيرة رام الله، أنها أثارت نقاشا عميقا ووطنيا بعد انتهائها، ومرة أخرى، ساعدت طبيعة المشاركين فيها وشعاراتهم على إبعادهم عن تهم التخوين والتجيير، بل اجزم أن المسيرة طرقت الخزان، وأشعرت المجتمع في رام الله أن غزة تستحق النظر إليها بعيدا عن النزاع الفصائلي المقيت.
أدرك صعوبة ظهور تيار ثالث فلسطيني يستطيع منافسة حماس أو فتح، لكني أؤمن بإمكانية ظهور تيار يشكل جماعة ضغط على القوتين الأكبر، وعلى الضمير الجمعي الفلسطيني.
تأخرت الضفة في رفضها ممارسات السلطة تجاه قطاع غزة، وأتمنى أن تكون هذه المسيرة بداية لمطالبات ضاغطة على المشهد الفلسطيني، كي يرفع الحصار عن غزة أولا، وينهي الانقسام ثانيا وأخيرا.
وأخيرا أتمنى أن يعاد النظر بشمولية المشهد الفلسطيني، فثمة حاجة ماسة وملحة، كي نرى جهة قادرة أو راغبة بإلقاء نظرة شاملة ودقيقة على أوضاع غزة وفلسطين.
مسيرة رام الله، أسعدتني بحرارة كبيرة، أشعرتني بأن التواطؤ لا يمكن أن يستمر في المشهد الفلسطيني، والاهم من كل ذلك أن شريان الدم وحرارته بدأت بالعودة إلى بعض الأجساد.
السبيل - الاربعاء 13/6/2018