البداية والنهاية
تم نشره الأحد 09 كانون الثّاني / يناير 2011 12:31 صباحاً
![البداية والنهاية البداية والنهاية](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/67712.jpg)
د. عاطف شواشرة
في تسعينيات القرن الماضي وبينما كنت ألملم اوراقي وذكرياتي للتخرج من الجامعة الاردنية، حملت دفتري وأخذت أطلب من أصدقائي في الجامعة الكتابة عليه ليكون ذكرى لأيام خلت، كلما تصفحته تنسمت اخبار الماضي وما يحويه من ذكريات جميلة ومحزنة،....ذكريات الشباب والحيوية والحلم وكيف كنا نرسم مستقبلنا بالأمل الكبير رغم شح الامكانيات، وفي زيارة للصديق عبدالله القضاة ابو نسيم في ذلك الوقت (أبو عون حاليا) طلبت منه أن يكتب لي ما يكنه من مشاعر، وكان عبدالله طالبا مميزا بالعمل السياسي ومسكونا بالهم الوطني كما هو اليوم، قال عبدالله بصوته الحنون الدافئ: "أبشر يا خالي "، تناول الدفتر وترك كل الصفحات الفارغة وكتب على الصفحة الأخيرة ما نصه: "لقد اخترت أن أكتب لك على آخر صفحة لتتذكر ان لكل شيئ بداية ونهاية فاستعد للنهاية منذ أن تبدأ البداية ".
جميل ما كتبت يا أبا عون، اليوم وبعد عشرين عاما ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من أعمارنا أتصفح دفتر مذكراتي لأقرأ ما كتبت بإحساس مختلف ومعنى اكثر اختلافا، فتذكر النهايات يجعلك تتسامى فوق الجراح، وترنو نحو الاستقامة والعدل ويخلق لديك احساسا بالمعنى الشمولي للوجود، فتدرك حتمية النهاية والزوال لكل شيء في هذه الدنيا.
ها انا أيها الصديق أتذكر أحداث المستقبل، وأنفلت من الماضي لأعبر نحو الخيال، نحو التفكر في النهايات، عندما أنجبت زوجتي ابني الأول، والكل من حولي فرحين مهنئين تذكرت يوم وفاته، وقرأت عليه: "السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا "، وعندما جلست على كرسي المكتب في الجامعة تذكرت يوم أن أتقاعد وأغادر الجامعة إلى حيث أنهي بقية حياتي، وعندما تشرق الشمس كل يوم اتذكر أنها ستغيب وترحل وسيرحل معها العمر، فكل شيء يؤول إلى النهايات.
أيها الغافلون الجالسون في مكاتبكم الفارهة، يامن يود أحدكم لو يعمر ألف سنة، يا ذوي الأوداج المنتفخة من قوت الشعب فلتتذكروا قول الله عز وجل: " كل شي هالك الا وجهه " ولتتذكروا نهاياتكم وتتقوا الله، فكما قال صديقي: " لكل شيء بداية ونهاية " .
جميل ما كتبت يا أبا عون، اليوم وبعد عشرين عاما ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من أعمارنا أتصفح دفتر مذكراتي لأقرأ ما كتبت بإحساس مختلف ومعنى اكثر اختلافا، فتذكر النهايات يجعلك تتسامى فوق الجراح، وترنو نحو الاستقامة والعدل ويخلق لديك احساسا بالمعنى الشمولي للوجود، فتدرك حتمية النهاية والزوال لكل شيء في هذه الدنيا.
ها انا أيها الصديق أتذكر أحداث المستقبل، وأنفلت من الماضي لأعبر نحو الخيال، نحو التفكر في النهايات، عندما أنجبت زوجتي ابني الأول، والكل من حولي فرحين مهنئين تذكرت يوم وفاته، وقرأت عليه: "السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا "، وعندما جلست على كرسي المكتب في الجامعة تذكرت يوم أن أتقاعد وأغادر الجامعة إلى حيث أنهي بقية حياتي، وعندما تشرق الشمس كل يوم اتذكر أنها ستغيب وترحل وسيرحل معها العمر، فكل شيء يؤول إلى النهايات.
أيها الغافلون الجالسون في مكاتبكم الفارهة، يامن يود أحدكم لو يعمر ألف سنة، يا ذوي الأوداج المنتفخة من قوت الشعب فلتتذكروا قول الله عز وجل: " كل شي هالك الا وجهه " ولتتذكروا نهاياتكم وتتقوا الله، فكما قال صديقي: " لكل شيء بداية ونهاية " .