خبراء يدعون لتقديم الدعم للأرامل في ظل ارتفاع اعدادهن

المدينة نيوز:- تعيش الأربعينية (هناء) الاسم المستعار لأرملة حالة صراع بينها وبين أهل زوجها، فما ان توفى زوجها قبل أربعة شهور إلا وقد تم طردها وأبناؤها الستة خارج المنزل.
فالمنزل الذي كانت تسكن فيه هو ملك لأهل الزوج، وامتدت أيديهم للحصول على نصف قيمة راتب ابنهم التقاعدي البالغ 500 دينار.
هناء التي تعيل الاسرة المكونة من سبعة أفراد، لا تجد في 250 دينارا ما يسد احتياجاتها واحتياجات أبنائها، تقف باستغراب حائرة من اهل الزوج المقتدرين ماديا، متسائلة من عدم حصولها لراتب زوجها التقاعدي كاملا، في ظل المسؤوليات والالتزامات الملقاة على عاتقها بوجود أبنائها.
وقالت هناء: الحياة خانقة بظروف اقتصادية صعبة، والضغوطات المفروضة عليّ تزيد من أعبائي، فتدخلهم في تربية أبنائي يزيد الصاع صاعين بما أحويه من تعب والآم جراح الفراق، وما اصابني من اكتئاب وصداع نصفي لا أجد مخرجا منه.
فيما تشاطرها أم ليلى التي فقدت زوجها في الشهر الفضيل، تاركا حِمل بناتها الثلاث، إحداهن تحتاج الى تكاليف علاجية لوجود إعاقة جسدية لديها.
تعاني أم ليلى كِفاف العيش، بعد أن مدّ أهل الزوجة سيطرتهم على الميراث، ولا تستطيع الشكوى خوفا من ثقافة مجتمع تتغير صورتها أمامهم بحسب تعبيرها، وهي ما زالت تذوق الأمرّين ذلك ان المنزل الذي تسكنه مع بناتها ما زال مرهونا للبنك، إلى حين السداد التام لكافة الاقساط المترتبة على الشقة.
تبحث أم ليلى عن عمل إضافي إلا أن ما يعيقها وجود إحدى بناتها التي تحتاج الى رعاية صحية كاملة، قائلة والدمعة تذرف وجعا على وجنتيها "العين بصيرة واليد قصيرة".
وبحسب خبراء فإنه حال ترمل المرأة، فإنها تواجه أعباء مادية قد تمتد الى حرمانها هي وابناؤها من الميراث ومن الحقوق العقارية، وكثيراً ما يتأثر أبناؤها على حد سواء، عاطفياً واقتصادياً.
ودعوا الى ايجاد حصانة للأرملة من مؤسسات الدولة مع إيجاد الدعم المناسب لها وتفقد أحوالها وأحوال أفراد عائلتها شهريا بواسطة ولي أمر من الدولة وتوفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين يقدمون الدعم النفسي والمعنوي لها بشكل مستمر .
وكشفت دائرة الاحصاءات العامة في آخر إحصائية لها ان نسبة الارامل شكّلت حوالي 4ر4 بالمئة من مجموع الاناث في المملكة، وبلغت عدد المطلقات 1ر1 بالمئة.
فيما يبلغ عدد الارامل حول العالم وفقا للأمم المتحدة ما يقارب من 285 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم، وتعيش واحدة من كل عشرة منهن في فقر مدقع.
وقال الناطق الاعلامي باسم صندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة ان عدد الارامل واسرهن التي تتقاضى معونة للعام الحالي 12878 أسرة بمعونة شهرية إجمالية تصل لحوالي مليون و355 الف دينار.
فيما كانت مجموع الاسر التي تتلقى المعونة للعام 2016، 11991 أسرة بمعونة شهرية إجمالية تصل لحوالي مليون و136 ألف دينار.
وقال الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط ان الارامل إحدى الفئات التي تستهدفها الوزارة، وصندوق المعونة الوطنية في سلسلة من الجهود وخدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة لهن.
وأضاف ان من الخدمات المقدمة هي المعونة النقدية المتكررة وخدمة بناء وشراء وصيانة المساكن وكذلك خدمة مشاريع القروض الانتاجية وخدمة المعونات النقدية والعينية، إذ أن الخدمات المقدمة سندا للتشريعات النافذة. وقالت استاذ علم الاجتماع الإكلينيكي في الجامعة الاردنية الدكتورة رولا السوالقة: لا بد من تمكين المرأة الارملة باختلاف مكانتها الاجتماعية سواء أكانت مطلقة أم أرملة أم عزباء، وبالأخص من كبار السن، وتزداد الخطورة حينما تكون للأرملة او المطلقة أطفال.
وبينت أن ما يحدث في حال وفاة الزوج، فإن أهله قد يتدخلون من باب العادات والتقاليد، وقد تمتد الاطراف الى الميراث أو ضم الاولاد لهم، فالأرملة بوجود الاطفال هي بحد ذاتها أسرة، فهي حاضنة لهم.
وبينت ان الخطورة قد تكمن في عدم حصول الارملة على شهادة جامعية او فرصة عمل، إذا ما علمنا ان مجتمعنا فتي، وعلى مؤسسات الدولة تقديم الدعم لها نفسيا واجتماعيا، او على الاقل تقديم القروض لها لإنشاء مشاريع صغيرة.
وأضافت انه لابد من الوعي فيما تمر به من ظروف نفسية واجتماعية واقتصادية، وان البعض قد يرى ضرورة تزويجها وما يتسبب في ذلك من فقدانها لحضانة ابنائها بعد زواجها الثاني وتفكك الابناء فيما بعد. وقالت ان المرأة الارملة قد تتعرض نتيجة صدمة وفاة زوجها لحالة اكتئاب وآثار نفسية صعبة قد تتحول الى امراض جسمانية او تمتد الى حالة الانتحار، مبينة ان الصدمة تؤثر على تربيتها لأولادها.
وأضافت انه في إطار التنمية المستدامة تمارس الارملة دور الام والاب وتحاول جاهدة توفير حماية عاطفية واجتماعية واقتصادية لأبنائها، فمسؤولية دعم الأرملة لا تقع على عاتق الافراد بحسب وانما على مؤسسات الدولة.
ودعت الى ان يكون هنالك حصانة للأرملة من مؤسسات الدولة وتدعمها وتشجعها وتتفقد أحوالها وأحوال أفراد عائلتها شهريا بواسطة ولي أمر من الدولة وتوفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين يقدمون الدعم النفسي والمعنوي لها بشكل مستمر .
وقالت رئيسة الجمعية الاردنية لرعاية الارامل والايتام فوزة شديفات الى ان الارامل الفقيرات منهن يندرجن تحت فئة المستضعفات، إذ يفقد البعض منهن الدخل بعد وفاة أزواجهن.
وأضافت ان الارملة عند وفاة زوجها فإنها تواجه تبعات كثيرة للترمل ومسؤوليات جسيمة في إدارة الاسرة والمحافظة على اولادهن.
وأشارت الى انه لربما تتأثر مكانتها الاجتماعية حال الترمل، ولكي تستعيد الأرملة مركزها الاجتماعي، يتوقع منها أن تتزوج وبخاصة أحد أقارب زوجها.
وبينت ان الجمعية منذ نشأتها ما زالت تقدم الدعم النفسي والمادي والمعنوي للأرملة وتنظم محاضرات تثقيفية وتوعوية وصحية ودينية وتقديم تبرعات للأرامل واسرهن.
يشار الى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت في 21 من كانون الاول للعام 2010، الإعلان عن اليوم العالمي للأرامل في 23 من حزيران من كل عام ، اعترافاً وتقديراً وللفت الأنظار إلى واقع الأرامل وأطفالهن، وسعياً لتخفيف المعاناة التي تواجهها الأرملة فور وفاة زوجها، وحرصاً على تقديم المعونة للنساء ليواجهن الفقر.(بترا)