ما مصير خطة التحفيز الاقتصادي؟

تم نشره السبت 30 حزيران / يونيو 2018 12:36 صباحاً
ما مصير خطة التحفيز الاقتصادي؟

إلى هذا الوقت، لم تظهر أي إشارة واضحة من الحكومة الجديدة تعبر عن موقفها من خطة التحفيز الاقتصادي 2018-2022 التي عملت عليها الحكومة السابقة ومجلس السياسات الاقتصادية وخضعت لتعديلات متعددة في الأيام الأخيرة من عمر تلك الحكومة، من المتوقع أن يتبلور موقف واضح للحكومة الجديدة حيال هذا الملف المهم في بيان طلب الثقة من مجلس النواب خلال النصف الأول من شهر تموز المقبل، إلى ذلك الوقت؛ هل ما تزال هذه الخطة صالحة للسنوات الثلاث المقبلة؛ وهل فلسفة تغيير النهج من المنظورين الاقتصادي والاجتماعي تلزم البحث في خيارات ومقاربات اقتصادية واجتماعية جديدة. وقبل أن تتورط الحكومة بمواقف والتزامات، عليها إجراء مراجعة سريعة وعميقة لهذا الملف. 

الحكومة الحالية ليست ملزمة بتحمل إرث الحكومة السابقة التي غادرت تحت وقع الاحتجاجات الشعبية نتيجة الأداء الاقتصادي تحديدا الذي أوصلها الى طريق مسدود. من جهة أخرى، ربما تنطوي خطة التحفيز على بعض الأفكار المهمة والأولويات وآليات المتابعة المتطورة، ونحن دائما نطالب بعمل مؤسسي تراكمي، واحدة من مشاكلنا الكبرى أننا نتعامل مع التنمية والاقتصاد من منظور كثبان الرمال التي لا تبني ولا تراكم، إذن يتوقع الرأي العام الأردني من الحكومة أن تقدم على مراجعة سريعة وعميقة لهذه الخطة وأن توضح بدون مجاملة أو مهادنة لماذا لم تعد هذه الخطة نافعة وما هي مثالبها، أو أن توضح أنها ملتزمة بهذه الخطة وستمضي بها قدما ولماذا، وربما تذهب الى الوقوف في المنتصف وهذا المتوقع.

ثمة اعتبارات جوهرية تستدعي هذه المراجعة العميقة، الأول: أننا نتحدث عن نهج جديد، ما يعني مراجعة جريئة ومسؤولة للخيارات الاقتصادية والاجتماعية وفي المقدمة الأداء الاقتصادي، وعلينا أن نتذكر أنه منذ نحو ثلاثة عقود لم يتم التفكير بمراجعات اقتصادية جوهوية، وكل ما شهدناه من خطط لا تعدو أكثر من خطط مشاريع وتسهيلات أو خطط مفروضة من الخارج، ولم تصل الى عمق القضايا الاقتصادية الاجتماعية. ثانيا: إن خطة التحفيز الاقتصادي هي الأخرى خطة مشاريع وإن رؤية الأردن 2025 هي رؤية لأهداف معلقة في الهواء ولم يتبعهما برامج عمل تعالج الاختلالات الاقتصادية الكبرى، وإن أداء الاقتصاد الأردني خلال الأشهر الستة الماضية يوضح هذا الأمر، فلا مؤشرات على استعادة الاقتصاد للزخم المطلوب ولا استثمارات حقيقية في الأفق، ثالثا: توجد متغيرات تستدعي المواءمة والتكيف الإيجابي معها من بينها الاستثمار الأفضل للمساعدة الخليجية المتوقعة، والتسهيلات الأخرى الإضافية المتوقع أن يحصل عليها الاقتصاد الوطني من جهات عدة. رابعا: إن بعض أعضاء الفريق الاقتصادي الجديد كانت لهم مواقف واضحة من هذه الخطة في السابق. 

هذا النمط من الخطط لم يحقق النمو الاقتصادي والأهداف المرجوة على مدى أكثر من عقد؛ فقد أطلقت حكومة سابقة (رؤية 2025) وكانت تهدف الى تحقيق نمو في 2016 بنحو 4.7 % ونحو 5 % في 2017؛ إلا أن النمو بقي يراوح مكانه 2 %، بينما تطمح الخطة الحالية الى تحقيق نمو بنحو 5 %، وتبين مؤشرات النصف الأول من العام الحالي استمرار الأوضاع السابقة.

لا نريد أن نقع في شرك المساعدات الخارجية التي ستقود الاقتصاد الوطني في فخ التشاوف والنمو الخادع مرة أخرى، بل استثمار هذه المساعدات في سياق برنامج إصلاح اقتصادي وطني جذري يحمل مقاربات جريئة لإصلاح الاختلالات الجوهرية في سوق العمل وفي بيئة الاستثمار والتحول الرقمي وتنظيم غير المنظم؛ غير ذلك سنبقى ندور في حلقات مفرغة لن تقود إلا نحو المزيد من الخراب الاقتصادي والمزيد من التشوهات الاجتماعية.

الغد - السبت 30/6/2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات