انتصار غزة
اسبوعية غزة تتحول الى ملحمة، وهي تصدر كل يوم جمعة منذ نحو اربعة اشهر وتطبع بالدم بعناوين كثيرة ابرزها زف الشهداء تباعا، واول من امس اضيف جدد اليهم احدهم طفل اصابه قناص اسرائيلي في رأسه برصاصة متفجرة، والامر يعني ان القناص اختار طفلا ليقتله، ويبدو انه نفسه الذي اصاب كل الاطفال الذين سبقوه، وهذا حال كيان يصدق العالم انه واحة الديمقراطية وليس هناك من يدرك انها ديمقراطية القتل بدلالة القناص الذي يختار بحرية كل يوم جمعة طفلا جديدا!
ومثله بطبيعة الحال كل اقرانه الذين لهم الحرية ايضا باختيار الضحية، وأحدهم اختار من قبل شابة متطوعة لإسعاف المصابين دون ان يثير ذلك واكثر منه عباس وزمرته في سلطة رام الله، وبدلا من ذلك يفاخرون بحصار اهل غزة ويضاعفون التنسيق الامني مع الاسرائيلي ليستمر في جرائمه.
وملحمة غزة المستمرة وتكتب بالدم تطغى عليها الاحداث فلا تنال إلا القليل في الاعلام العربي "الحر"، وهاهي اكبر وسائل الاعلام فيه تتجاهلها وإن اتت على ذكرها لثوان يكون ذلك على اساس المساواة بين الضحية والجلاد، وهي تظهر اهل غزة بأنهم من يعتدون بطائرات ورقية، وربما انه لولا وسائل الاعلام الغربية لما علم احد بالشهداء ومسيرات الجمعة الملحمية وتقاعس سلطة غزة ايضا.
الحديث يستمر ويكبر عن صفقة العصر، ولو انه فيها خير للشعب الفلسطيني لكانت محل ترحيب منه، ولأن فيها ما يثير مخاوف من اعلان دويلة في غزة بما يصفي القضية الفلسطينية تماما يعارضها عباس إذ بذلك سينتهي دوره وسلطته، وهؤلاء لا يدركون انه ايّاً كان ما في الصفقة من حلول فإنها لن تمر إن لم تحقق طموح الشعب الفلسطيني وليس طموحهم الذي هو بحدود ما هم عليه من استمتاع. وفي السياق فإن الذين يخشون صفقة العصر من الفلسطينيين اكثر هم الذين يرون فيها نهاية للدور الوظيفي الذي كان منوطا بهم بإحلال غيرهم في مكانهم، او بأحسن الحالات إدخال شركاء جدد الى جانبهم.
السبيل- السبت 30/6 / 2018