تلفزيون "المملكة"
“الأردن مبتدأ، ونحن الخبر”… جملة شعرية جذّابة اتخذها تلفزيون “المملكة” الموعود شعاراً له، وهو يمثّل مُلخصاً للمحتوى المنشود، حيث القناة أردنية تتخصّص بالداخل، وهي إخبارية لا شأن لها بمنافسة قنوات أخرى تعتني بالترفيه والافلام والمسلسلات والاغاني وغيره.
بهذا المعنى، هي قناة تخوض مضماراً لم يسبقها إليه غيرها، وقد يبدو ذلك ميزة تجعل من الطريق سهلاً حيث انعدام المنافسة، ولكنّه في حقيقة الأمر يُشكّل تحدياً باعتبارها تؤسس لشيء جديد، ولعلّ ذلك ما أخّر الظهور أمام الناس سنوات تطلبتها التحضيرات التقنية والمهنية.
من الأشرطة الترويجية التي بدأت القناة ببثّها، يمكن القول إنّنا أمام شاشة مختلفة من حيث الجودة وتلبية متطلبات العصر من السرعة والابهار، ولكنّ ذلك كلّه يُشكّل جانباً من العمل، ليبقى المحتوى الذي ينبغي له أن يكون مختلفاً، وملبياً لطموحات الأردنيين الذين طال ما انتظروا وسيلة مرئية تمثّلهم.
حين صدرت الارادة الملكية بتشكيل مجلس الادارة، كتب الزميل فهد الخيطان (الرئيس) ما يشبه كتاب اعتماد شرح فيه الاهداف والوسائل، وركّز على أنها محطة لن تكون: “خاضعة لسلطة الحكومة، وستكون مكرسة لخدمة الجمهور الأردني بالدرجة الأولى، وبسقف حرية لم يعهده من قبل، لا تحكمه سوى الاعتبارات المهنية والأخلاقية التي تتعرض لانتهاكات كبيرة في زمننا هذا”.
وأنهى الزميل بالقول: ”إن شعبنا العظيم يستحق إعلاماً يليق به. وسنسعى جاهدين للوفاء بهذا الوعد”، ولأننا نثق به وبالفريق الذي تمّ اختياره من النخبة المهنية، نتفاءل بأن يكون يوم السادس عشر من هذا الشهر بداية مرحلة مهمّة تستفيد من أخطاء الماضي، وتؤسس لنهج جديد يستعيد ثقة الأردنيين بإعلامهم.
السبيل - الاثنين 2/7/2018