درعا وما أدراك ما درعا
درعا هي امتداد لسهل حوران الذي ينام في جنوب سوريا ويصحو في شمال الأردن.
رصاص الأعراس في درعا كانت تسمعه العائلات في الرمثا فيردون عليها بمثلها فرحا.
كذلك البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية المنصبة على درعا الآن، تشعر بها بيوت الرمثا فتهتز وتهتز معها قلوب وأفئدة أهلها، فيردون عليها، لا بمثلها بل بما يستطيعون من دعاء إلى رب السماء، وفزعة نشامى بجمع ما يستطيعون من معونات لإخوان وأقارب وأرحام لهم تقطعت بهم السبل ولا يلوون على شيء، يبحثون في هذه الدنيا عمن يؤمنهم من خوف ويطعمهم من جوع.
لا يستطيع أبناء الأردن؛ شماله ووسطه وجنوبه، أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه مأساة قل نظيرها في التاريخ الإنساني الحديث، فهبوا نجدة ونخوة.
تتفهم غالبية الأردنيين موقف حكومتهم من قضية فتح الحدود، وقد رفعوا شعارهم "لا تفتحوا الحدود إحنا بنروحلهم"، وبالفعل فما إن انطلقت مبادرة كريمة من مدينة الرمثا حتى هب الجميع ليقدموا ما يستطيعون، فاكتظت الحدود بالشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.
زيارة رئيس الوزراء إلى الحدود الشمالية كانت زيارة مقدرة، وقد التقط الرزاز فزعة الأردنيين، فأعلن عن إطلاق حملة وطنية لإغاثة النازحين، وهو أمر مقدر أيضا، وليس عيبا أن يسبق الشعب حكومته، وتنظيم الجهود الإنسانية أمر لا بد منه.
لكن رئيس الوزراء لم يكن بحاجة لإطلاق تصريحات تسيء للنازحين من قبيل أن بينهم مسلحين، فكما قلنا فغالبية الأردنيين يتفهمون موقف الحكومة حتى قبل هذا التبرير.
لا زلنا منقسمين حول فتح الحدود من عدمها، ومع هذا فلا يجوز أن ننقسم حول ضرورة مساعدة هؤلاء النازحين، وضرورة التعاطف معهم باعتبارهم ضحايا، وأن نبذل قصارى جهدنا، حكومة وشعبا، لتأمينهم.
السبيل - الإثنين 2/7/2018