الغويرية تدق ناقوس الخطر
حي الغويرية من أقدم الأحياء في مدينة الزرقاء، بني في الخمسينيات من القرن الماضي، مقابل المعسكرات التي كانت تمتد شرق المدينة، ثم توسع أكثر بعد حرب الـ(67). معظم سكانه كانوا يخدمون في الجيش العربي، وآخرون في مصفاة البترول الواقعة شمال الحي، وهو بالفعل يشكل أردناً مصغراً، حيث يقطنه أردنيون من شتى الأصول والمنابت.
في ذلك الحي الصغير انصهرت جميع اللهجات الأردنية والفلسطينية، وخرجت لهجة زرقاوية؛ لا هي كركية أو اربدية أو فلسطينية.
معظم بيوت الحي لا تتجاوز مساحتها الـ100 متر مربع، وهي بيوت متلاصقة؛ ما سمح بتشكل ما يسميه أهل الزرقاء "بالدخلات" جمع دخلة، وهي طويلة ومتشعبة، كثير منها لا يتجاوز عرضها المتر ونصف المتر، وكثير منها تحتاج خريطة لتخرج منها إذا دخلتها.
استقر السكان في الحي، ولم يعد غالبيتهم إلى قراهم التي أتوا منها؛ من الشمال أو الجنوب، ومع ازدياد عدد أفراد الأسر بدأ الجميع يوسعون بيوتهم التي بنيت أصلا كما اتفق. لم تكن التوسعات تقوم على أسس فنية أو هندسية، بل كان كل رب أسرة هو المهندس وهو الفني.
ارتفعت البيوت شيئا شيئا، غرفة فغرفة، طابقا فطابقاً دون رقابة تذكر.
من تحسنت أحواله من أهل الحي انتقل إلى منطقة الزرقاء الجديدة، وبقي الحي للفقراء ومن المعوزين.
الآن حي الغويرية من أكثر أحياء الزرقاء وربما الأردن اكتظاظا، ومن أكثرها تشوهاً، ولعل المخيمات حظيت بتنظيم عمراني أكثر بكثير مما حظي به حي الغويرية.
انهيار العمارة السكنية في الحي أمس يدق ناقوس الخطر، فمعظم عمارات الحي قديمة ومتهالكة، وبعضها آيل للسقوط.
حسناً فعلت نقابة المهندسين بتشكيل لجان طوارئ في المحافظات؛ لتقييم الأبنية القديمة، ولكن هذا الجهد يحتاج إلى دعم حكومي.
السبيل - الاربعاء 4/7/2018