سلام على من أخرج أضغانهم
أعرف الدكتور اسحق الفرحان، حضرت له العديد من الندوات والمحاضرات، قابلته كصحفي أكثر من مرة.
كنت أعرف أن له إنجازات كبيرة على مستوى الفكر الإسلامي والقضية الفلسطينية، وأكثر من ذلك على مستوى التربية والتعليم والمناهج.
لكني أصدقكم القول لم أكن أدرك تلك الإنجازات، فيما يتعلق بالتربية والتعليم والمناهج، كما أدركتها بعد رحيله إلى الدار الآخرة، ليس من باب أننا دائما ما لا نتذكر إنجازات كبارنا إلا عندما يوارون الثرى. لا والله. بل أدركتها عندما رأيت هذا الكم من الحقد والكره والشنآن لفكر الفرحان وإنجازاته، من قبل أصحاب فكر لا يمت لطبيعة هذا البلد ولا لإرثه ولا حضارته ولا فكره ولا دينه.
أيقنت أن إنجازات الدكتور الفرحان وآثارها على هذا البلد عظيمة جدا.
سلام عليك يا أبا أحمد فقد أخرجت أضغانهم، وما فعلته لم يعد كونه كنساً لأفكار غريبة شاذة عن المجتمع، وإرساء أفكار المجتمع المتدين ذاته.
سلام عليك يا أبا أحمد فأنت لم تستورد أفكار الشرق وشيوعيتهم، ولا أفكار الغرب وليبراليتهم وشذوذهم، كل ما فعلته أنك أحييت أفكار حضارة هذا البلد وثقافته.
لبعضهم ثأر عند أبي أحمد، وبعضهم ورث هذا الثأر، أتدرون لماذا؟ لأنه أصدر قرارا بإغلاق مطعم الجامعة الأردنية نهار أيام شهر رمضان المبارك ابان رئاسته الجامعة الأردنية بين عامي 1976 و1978!! بمثل هذه القرارات والتوجهات أغاظهم أبو أحمد، وأخرج اليوم أضغانهم.
وصدق الله ربي العظيم القائل في محكم كتابه الحكيم، الذي كان نبراس وبوصلة الدكتور الفرحان في عمله، "أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم"، صدق الله العظيم.
بلى يا رب، فقد أخرجت أضغانهم.
السبيل - السبت 7/8/2018