باسم تلك الصفقة!!
بذريعة مصطلح غامض ومطاطي هو صفقة القرن مارست واشنطن وتل ابيب خلال بضعة اشهر ما كان يتطلب عشرة اعوام على الاقل لتحقيقه بدءا من نقل السفارة الامريكية الى القدس وليس انتهاء بما صدق عليه الكنيست الاسرائيلي مؤخرا من قوانين تكرس يهودية الدولة والهوية معا، بحيث اصبح العرب مجرد افراد وليسوا قومية لها حقوق، وهذا بحد ذاته تمهيد لحذفهم من المعادلة.
إن تداول الميديا لمصطلح صفقة القرن على هذا النحو الذي يجعله يتسع لكل الانتهاكات الاسرائيلية باسناد امريكي تحول الى مظلة واسعة وباسمه وبوحي منه ارتكبت جرائم وسترتكب جرائم اخرى، والعالم يراوح بين صمت ولامبالاة وبين مشجب نظري ممنوع من الصرف، ولأن اسرائيل بلا دستور فان المجال سيبقى مفتوحا لاصدار قوانين سوف تتضاعف خطورتها على الفلسطينيين مستقبلا، بحيث لا يكون توسع الاستيطان مرتبطا باليمين فقط، بل يصبح ملزما لكل الحكومات القادمة!
إن كل ما يقوم به نتنياهو الان يجزم بأنه يستغل فرصة ذهبية وتاريخية نادرة بالنسبة لاسرائيل وهي هذا الخريف العربي الذي حمل اسماء مستعارة للتمويه، وقد عبر نتنياهو مبكرا وفي كتابه مكان تحت الشمس عن استراتيجية استثمار الفرص، واعتصار حالة الضعف العربي حتى آخر قطرة، وهو يدرك ان المستقبل لن يكون حليفا له، لهذا لا يتردد لحظة في استغلال الراهن العربي بكل ما يعج به من حروب الاخوة الاعداء، وانسداد الافاق القومية لأن الشعار المرفوع الان هو انجُ سعد فقد هلك سعيد، رغم ان نجاة سعد مجرد وهم يلوذ به من فقدوا الحول والقوة معا، وعندما يأزف دوره سوف يكتشف لكن بعد فوات الاوان انه كالعصفور المسكين الذي عقد صفقة مع التمساح لينظف له اسنانه ويلتهم ما بينها من بقايا الفريسة، ولا يدرك ان التمساح سيطبق فكيه عليه ويسحقه ذات يوم.
الدستور - الاحد 22/7/2018