لا تظلموا مستشفى البشير
الملك زار مستشفى البشير مرات عديدة، رغم ذلك، فشلت الحكومات المتعاقبة في عهده على الخروج بالمستشفى من الصورة المحزنة والبائسة التي يعيشها.
الرزاز في جولته الميدانية الاخيرة زار البشير، ويقال إنه "بأم عينه" شاف العجب العجاب من الاوضاع المأساوية التي يعيشها المريض الاردني عند زيارته أهم المستشفيات في البلد.
أعطى توجيهاته، لكن لا نعرف كم استخدم الرئيس عقله العلمي بالاشتباك مع اسباب ومبررات الوضع السيئ للمستشفى، دون رمي الكرة فقط بملعب الادارة والاهمال.
هل سينجح الرزاز في طي صفحة البشير كما فعل مع بركة البيبسي؟ اشك في ذلك، فالفارق كبير بين الازمتين، فمشكلة البشير مشكلة تنمية وترهل بنية تحتية.
حتى لا نغطي الشمس بغربال، دعونا نعترف ان المستشفى والمدرسة العمومية تعانيان في بلدنا حد البؤس، ولا تتناسبان في حالهما مع ما يدفعه المواطن من ضرائب ورسوم.
إنها الخدمة الحاسمة التي ان تغير مضمونها نحو الاحسن، سيشعر الناس بها سريعا، وسيكون لهم الاثر في الثناء والقبول على الحكومات.
مرة اخرى، يخطئ الرزاز ان اعتقد ان مشكلة البشير ادارية فقط، رغم اخطاء الادارة الثابتة، لكن عليه ان يسأل وزير الصحة عن حجم المرضى الزائر للمستشفى يوميا، وهل تحتمل المرافق والاسرة والكوادر هذا الزحف الهائل.
البشير قديم، وحيد، منمط بالسلبية، اصبح ملطشة للجميع، يزوره المسؤول، فيقدم النصائح، لكنه يحتاج الى اكثر من ذلك، يحتاج الى تخفيف العبء عنه، ورفده بالامكانات.
لا تحاكموه وهو مضغوط بكل انواع الضغوط، مرضى بكثافة لا تتناسب مع منطق، وكوادر ضعيفة العدد لا العدة، واطباء اختصاص تبحث عنهم بالمندل.
اتمنى على الدكتور عمر الرزاز ان يكون علميا باحثا اصيلا في تشخيص مشكلة البشير، وبعدها فليتخذ القرار، او ليعلن العجز عن الوفاء بترشيق المستشفى.
السبيل - الاربعاء 1/8/2018