معالجات معلّبة!!
تبدو بعض الكتابات عن الارهاب كما لو انها معلبة بحيث ما ان تأزف مناسبة حتى يتم تسخينها بالمايكروويف، ورغم ان الارهاب طور ادواته الا ان المقاربات بقيت تراوح بين ما هو اخلاقي وسياسي عابر، والغرب الذي صدر لنا اطروحاته حول العنف لم يكن بريئا كما قال روجيه غارودي، فالغرب هو مصدر الاصوليات عبر التاريخ وكانت حروبه الدينية اقسى ما عرفت البشرية في تاريخها الطويل لهذا لا تضع الاستراتيجيات الغربية الارهاب كله في سلة واحدة لأنها عزفت على هذا الوتر طويلا وحاولت توظيف الارهاب لسياساتها محليا ودوليا ولا يمكن لمن انتجوا ثقافة العنف ان يضعوا حدا لها وكل ما في الامر ان الاسماء التي يحملها الارهاب تتغير تبعا للسياقات والاهداف وكأن هناك ارهابا خبيثا مقابل ارهاب طيب.
وازدواجية الخطاب في هذا المجال افقد الغرب مصداقيته لأنه يمارس الانتقاء ويخضع للجغرافيا بكل ما تعنيه كمناطق نفوذ، واذا صح ما قاله روجيه غارودي فان الغرب يدفع الان ثمن نظريات عنصرية سواء من خلال تدفق اللاجئين عليه او تعرضه هو ذاته لعلميات عنف، فالمجتمعات تستحق ما تفرزه من عنف او سلام والقول بان فيروس الارهاب عبر الحدود والقارات لا يعني انه تحول الى قضاء وقدر فالحد من تمدده ممكن لكن ذلك يتطلب حربا كونية ضده بمعزل عن الحسابات الصغرى.
ان ثقافة برمتها تتطلب الان اعادة نظر من اجل تحريرها من التوحش، فما جدوى كل هذا الكلام المتكرر والمحكوم بالمناسبات؟
الدستور - الاربعاء -15/8/2018